المواضيع الأخيرة
إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم
صفحة 1 من اصل 1
إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخ العزيز حسن الأحمدي هذا جواب عن تساؤلك عن آية تعذيب المشركين بالمسيح عليه السلام.
يقول المولى سبحانه وتعالى من سورة المائدة: (وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ (116) مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (117) إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (118) قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (119)
بداية يجب التسليم أن هذه الآية (إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم) من الآيات المتشابهات، ولابد من ردها إلى الآيات المحكمات في الكتاب العزيز ومنها:
قوله تعالى مخاطبا نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم ومخاطبا كل من بلغه القرآن الكريم: (لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين) في دلالة واضحة جلية أن المشرك الذي مات على شركه لن يكون إلا من الخاسرين.
(إن الله لا يغفر أن يشرك به) آية أخرى محكمة واضحة جلية في حكم المشرك الذي لم يتب من شركه ومات عليه.
ويبقى: ما توجيه قول المسيح عليه السلام: (وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم).
قول المسيح عليه السلام: (وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) أي أن شهادته عليهم وعلمه بحالهم انقضى بوفاته فبعد أن توفاه الله تعالى لم يكن له ليعلم من ظاهر أمرهم شيء، لذا فقوله (إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم) فإن أو للتنويع بينهم في الجملة لا على الفرد الواحد، فمن علم الله تعالى منه أنه قد مات مشركا فيعذبه، ومن علم منه أنه مات مسلما وتاب من شركه فإنه يغفر له.
وفي الآية معنى تفويض الحكم إلى الله تعالى لا معنى تبديل الله تعالى لقوله إذ ذلك من صفات النقص التي يتعالى الباري عنها، (ما يبدل القول لدي وما أنا بظلام للعبيد) فالمسيح عليه السلام أجاب بذلك تأدبا مع الله، إذ فوض الحكم إليه ولم يقل يا رب عذب المشركين منهم وتب على التائب منهم، مثاله من علم من ملكه إعدام كل معارض فسأله الملك في إعدام أحدهم فأراد التعبير عن التسليم لأحكامه فيجيب: الحكم ما تحكم به.
والمسيح عليه السلام عندما قال (إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم) كان يتحدث عن أعيانهم واحدا واحدا لا عن الحكم المطلق في المشرك والمسلم، إذ المسيح عليه السلام يجهل حالة آحادهم وما مات كل واحد منهم، لذلك فشهادة الله تعالى عليهم وعلمه بحالهم وحده هو الذي يعدل فيهم، فإن عذب أحدهم فذلك عدل وذلك هو جزاؤه العادل، وإن غفر لأحدهم فذلك من حكمة الله تعالى التي اقتضت التوبة على التائب رحمة وتفضلا منه.
وكلمة "يوم" قرئت بالنصب والرفع والرفع بالتنوين، فعلى النصب يكون الحديث واقعا يوم القيامة لأنه ظرف زمان، أو على الرفع فخبر لـ"هذا".
أرجو أنني أجبتك أخي حسن.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الأخ العزيز حسن الأحمدي هذا جواب عن تساؤلك عن آية تعذيب المشركين بالمسيح عليه السلام.
يقول المولى سبحانه وتعالى من سورة المائدة: (وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ (116) مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (117) إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (118) قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (119)
بداية يجب التسليم أن هذه الآية (إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم) من الآيات المتشابهات، ولابد من ردها إلى الآيات المحكمات في الكتاب العزيز ومنها:
قوله تعالى مخاطبا نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم ومخاطبا كل من بلغه القرآن الكريم: (لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين) في دلالة واضحة جلية أن المشرك الذي مات على شركه لن يكون إلا من الخاسرين.
(إن الله لا يغفر أن يشرك به) آية أخرى محكمة واضحة جلية في حكم المشرك الذي لم يتب من شركه ومات عليه.
ويبقى: ما توجيه قول المسيح عليه السلام: (وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم).
قول المسيح عليه السلام: (وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) أي أن شهادته عليهم وعلمه بحالهم انقضى بوفاته فبعد أن توفاه الله تعالى لم يكن له ليعلم من ظاهر أمرهم شيء، لذا فقوله (إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم) فإن أو للتنويع بينهم في الجملة لا على الفرد الواحد، فمن علم الله تعالى منه أنه قد مات مشركا فيعذبه، ومن علم منه أنه مات مسلما وتاب من شركه فإنه يغفر له.
وفي الآية معنى تفويض الحكم إلى الله تعالى لا معنى تبديل الله تعالى لقوله إذ ذلك من صفات النقص التي يتعالى الباري عنها، (ما يبدل القول لدي وما أنا بظلام للعبيد) فالمسيح عليه السلام أجاب بذلك تأدبا مع الله، إذ فوض الحكم إليه ولم يقل يا رب عذب المشركين منهم وتب على التائب منهم، مثاله من علم من ملكه إعدام كل معارض فسأله الملك في إعدام أحدهم فأراد التعبير عن التسليم لأحكامه فيجيب: الحكم ما تحكم به.
والمسيح عليه السلام عندما قال (إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم) كان يتحدث عن أعيانهم واحدا واحدا لا عن الحكم المطلق في المشرك والمسلم، إذ المسيح عليه السلام يجهل حالة آحادهم وما مات كل واحد منهم، لذلك فشهادة الله تعالى عليهم وعلمه بحالهم وحده هو الذي يعدل فيهم، فإن عذب أحدهم فذلك عدل وذلك هو جزاؤه العادل، وإن غفر لأحدهم فذلك من حكمة الله تعالى التي اقتضت التوبة على التائب رحمة وتفضلا منه.
وكلمة "يوم" قرئت بالنصب والرفع والرفع بالتنوين، فعلى النصب يكون الحديث واقعا يوم القيامة لأنه ظرف زمان، أو على الرفع فخبر لـ"هذا".
أرجو أنني أجبتك أخي حسن.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
صالح- مشرف
- عدد المساهمات : 59
تاريخ التسجيل : 30/08/2009
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأحد ديسمبر 06, 2009 12:36 am من طرف ياسر
» قُلْ يَاأَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ ...
الجمعة ديسمبر 04, 2009 8:42 am من طرف أبونصر
» صور إخواننا في الصين في عيد الأضحى
الخميس ديسمبر 03, 2009 7:58 am من طرف يحي بن عيسى
» الإمام غالب الهنائي في ذمة الله
الثلاثاء ديسمبر 01, 2009 2:54 am من طرف يحي بن عيسى
» حول الدعوة إلى الله عز وجل
الإثنين نوفمبر 30, 2009 8:50 am من طرف أبو محسن
» مصطفى محمود: المرأة كتاب.. اقرأه بعقلك ولا تنظر لغلافه
الأحد نوفمبر 29, 2009 3:06 pm من طرف يحيى الاطرش
» عيدكم مبارك وكل عام وانتم بخير
الأحد نوفمبر 29, 2009 1:00 am من طرف خالد آل عبدالله
» مــــــــبـــــــــــاراة بريـــــــــــــــــــــئــــــــــــة
الجمعة نوفمبر 27, 2009 11:28 am من طرف أبو محسن
» هل نحن بحاجة إلى مراجعة فكرية لمنظومتنا التراثية؟
الأربعاء نوفمبر 25, 2009 12:44 pm من طرف يحيى الاطرش