المواضيع الأخيرة
مشكلة هلال رمضان وشوال، نداء السلطان أو علم الفلك؟
+2
أبونصر
الباحث
6 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
مشكلة هلال رمضان وشوال، نداء السلطان أو علم الفلك؟
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لا يخفى عليكم ما يشهده مجتمعنا من التفرق تقريبا كل رمضان وعيد، والناس حيارى لا يدرون سبب هذا الاختلاف فمن قائل يقول نداء السلطان، وآخر يقول علم الفلك.
فهل للإخوة أن يتفضلوا ليشرحوا لنا حقيقة هذا الخلاف؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لا يخفى عليكم ما يشهده مجتمعنا من التفرق تقريبا كل رمضان وعيد، والناس حيارى لا يدرون سبب هذا الاختلاف فمن قائل يقول نداء السلطان، وآخر يقول علم الفلك.
فهل للإخوة أن يتفضلوا ليشرحوا لنا حقيقة هذا الخلاف؟
الباحث- عدد المساهمات : 12
تاريخ التسجيل : 31/08/2009
رد: مشكلة هلال رمضان وشوال، نداء السلطان أو علم الفلك؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أشكرك أخي الكريم على طرح هذا الموضوع الحساس الذي كثر فيه الأخذ والرد في مجتمعنا وفي العالم الإسلامي عموما.
أود أولا أن أحاول حصر الخلاف الموجود في المسألة، لنتمكن بعد ذلك من مناقشة الأدلة.
للمسألة ثلاثة أبعاد: الشهادة أو دعوى الرؤية البصرية (ونداء السلطان في واقعنا معتمد عليها)، اختلاف المطالع، معطيات علم الفلك.
قبل الكلام عن اختلاف المطالع نحاول حصر الخلاف الموجود في جدلية الرؤية بالعين المجردة وعلم الفلك، فنجد في الواقع هذه التوجهات:
- من يعتمد الرؤية البصرية فقط ولا اعتبار عنده لعلم الفلك لا إثباتا ولا نفيا.
- من يعتمد الرؤية المجردة مع اعتبار علم الفلك في النفي دون الإثبات بحيث ترد الشهادة عند قرار علم الفلك استحالة الرؤية بالعين المجردة أو عدم الميلاد أصلا.
- من يعتمد علم الفلك نفيا وإثباتا باعتبار تحقق إمكانية الرؤية بالعين المجردة، ولا ينتظرون الشهادة.
- من يعتمد علم الفلك نفيا وإثباتا باعتبار ميلاد الهلال ولو كان مستحيلا رؤيته بالعين المجردة.
- من يعتمد علم الفلك نفيا وإثباتا باعتبار الاقتران ولو لم يولد الهلال أصلا.
والقولان الأخيران يلحقهما الخلاف في وقت الاقتران والميلاد المعتبر لدخول الشهر، أهو قبل المغرب أم قبل الفجر، ومنهم من اشترط معلم مكة.
نداء السلطان:
معلوم أن الإمام شرعا مناط به القيام بمصالح المسلمين العامة، وإن التحقق من رؤية الهلال يعتبر من المصالح العامة للمسلمين والتي تتعلق به جملة أمور كصلاة العيد والعطل وغير ذلك.
والأصل أن الإمام يتحرى الصواب في أمور المسلمين إن كان تقيا عادلا، ولا يجوز للمجتهد أن يظهر مخالفة رأي الإمام ولو كان خلاف اجتهاده، كما لا يجوز لمن رأى الهلال ولم تقبل شهادته أن يصدع برؤيته وإنما يلتزم بها مع نفسه والناس مطالبون باتباع الإمام، هذا ما قرره الفقهاء.
لكن الإشكال في حالة كون السلطان أبعد ما يكون عن تحقيق شرع الله تعالى، وإهماله لأوضح واضحات الشرع، فهل تؤمن شهادته؟، ويزداد الأمر سوءا إن خالف قطعيا (1) كونيا ( كما في حالة عدم ميلاد الهلال أصلا)، ويمكن تفكيك المسألة إلى ما يلي:
1- نداء السلطان + نفس المطلع + رؤية ممكنة بالعين المجردة:
واتباع ندائه في هذه الحالة خاضع لمدى الثقة بشهادة السلطان، فمن أسقط الثقة عنه مطلقا اعتمد على رؤيته المجردة، ومن وثق بها قبلها، وقد تسقط ثقته عموما لكن تقبل خصوصا في الشهادة على الهلال إن لم يثبت إمكان وجود أغراض أخرى تؤثر في الشهادة.
2- نداء السلطان + نفس المطلع + رؤية مستحيلة بالعين المجردة مع تحقق ميلاد الهلال:
الأصل ممن يعتمد على الرؤية بالعين المجردة ألا يقبل نداء السلطان، ومن يعتمد الميلاد فقط يقبلها.
3- نداء السلطان + نفس المطلع + رؤية مستحيلة بالعين المجردة لعدم ميلاد الهلال أصلا:
الأصل ألا يقبل قوله مطلقا (إلا إن كان على رأي الأخذ بالاقتران فقط وفي هذه الحالة لا يعتبر متبعا لنداء السلطان وإنما للحسابات الفلكية)، ونداء السلطان في هذه الحالة إما معتمد على نظرة رجعية لا تفهم شيئا في العلوم الكونية لأن مثله كمن يدعي الشروق منتصف الليل!، أو له أجندة أخرى سياسية أو اقتصادية، ومن الناس من يتبعه إما خوفا أو تزلفا أو بدعوى الوحدة الإسلامية وهذا أمره عجيب!!!.
4- نداء السلطان +مطلع مختلف +رؤية ممكنة بالعين المجردة:
مثل أن تعلن دولة أخرى رؤية الهلال ولم ير في البلد، وفي هذا خلاف فقهي.
5- نداء السلطان + مطلع مختلف + رؤية مستحيلة بالعين المجردة مع تحقق ميلاد الهلال:
نفس التوجيه الثاني.
6- نداء السلطان + مطلع مختلف + رؤية مستحيلة بالعين المجردة لعدم ميلاد الهلال أصلا:
نفس التوجيه الثالث.
والخلاف في اعتماد الفلك معيارا للتحقق من الشهادة مرتكز أساسا على فهم حديث النبيء -صلى الله عليه وسلم- " صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ فَإِنْ غُمِّيَ عَلَيْكُمْ فَأَكْمِلُوا الْعَدَدَ" (بمختلف ألفاظه)
ـــــــــــــــــــ
1- الخلاف الوارد أحيانا بين الفلكيين مرده إلى خلافهم في المعطيات الحدية التي يمكن للعين المجردة رؤية الهلال، أما ما يخضع للحسابات الفلكية كالاقتران والميلاد فهي حقائق ثابثة لا خلاف فيها، على أن المقاييس الحدية للرؤية البصرية نفسها فيها حدود متفق عليها، وإنما الخلاف في القيم الحدية، وقد قرر المجمع الفقهي جملة معايير لذلك.
أشكرك أخي الكريم على طرح هذا الموضوع الحساس الذي كثر فيه الأخذ والرد في مجتمعنا وفي العالم الإسلامي عموما.
أود أولا أن أحاول حصر الخلاف الموجود في المسألة، لنتمكن بعد ذلك من مناقشة الأدلة.
للمسألة ثلاثة أبعاد: الشهادة أو دعوى الرؤية البصرية (ونداء السلطان في واقعنا معتمد عليها)، اختلاف المطالع، معطيات علم الفلك.
قبل الكلام عن اختلاف المطالع نحاول حصر الخلاف الموجود في جدلية الرؤية بالعين المجردة وعلم الفلك، فنجد في الواقع هذه التوجهات:
- من يعتمد الرؤية البصرية فقط ولا اعتبار عنده لعلم الفلك لا إثباتا ولا نفيا.
- من يعتمد الرؤية المجردة مع اعتبار علم الفلك في النفي دون الإثبات بحيث ترد الشهادة عند قرار علم الفلك استحالة الرؤية بالعين المجردة أو عدم الميلاد أصلا.
- من يعتمد علم الفلك نفيا وإثباتا باعتبار تحقق إمكانية الرؤية بالعين المجردة، ولا ينتظرون الشهادة.
- من يعتمد علم الفلك نفيا وإثباتا باعتبار ميلاد الهلال ولو كان مستحيلا رؤيته بالعين المجردة.
- من يعتمد علم الفلك نفيا وإثباتا باعتبار الاقتران ولو لم يولد الهلال أصلا.
والقولان الأخيران يلحقهما الخلاف في وقت الاقتران والميلاد المعتبر لدخول الشهر، أهو قبل المغرب أم قبل الفجر، ومنهم من اشترط معلم مكة.
نداء السلطان:
معلوم أن الإمام شرعا مناط به القيام بمصالح المسلمين العامة، وإن التحقق من رؤية الهلال يعتبر من المصالح العامة للمسلمين والتي تتعلق به جملة أمور كصلاة العيد والعطل وغير ذلك.
والأصل أن الإمام يتحرى الصواب في أمور المسلمين إن كان تقيا عادلا، ولا يجوز للمجتهد أن يظهر مخالفة رأي الإمام ولو كان خلاف اجتهاده، كما لا يجوز لمن رأى الهلال ولم تقبل شهادته أن يصدع برؤيته وإنما يلتزم بها مع نفسه والناس مطالبون باتباع الإمام، هذا ما قرره الفقهاء.
لكن الإشكال في حالة كون السلطان أبعد ما يكون عن تحقيق شرع الله تعالى، وإهماله لأوضح واضحات الشرع، فهل تؤمن شهادته؟، ويزداد الأمر سوءا إن خالف قطعيا (1) كونيا ( كما في حالة عدم ميلاد الهلال أصلا)، ويمكن تفكيك المسألة إلى ما يلي:
1- نداء السلطان + نفس المطلع + رؤية ممكنة بالعين المجردة:
واتباع ندائه في هذه الحالة خاضع لمدى الثقة بشهادة السلطان، فمن أسقط الثقة عنه مطلقا اعتمد على رؤيته المجردة، ومن وثق بها قبلها، وقد تسقط ثقته عموما لكن تقبل خصوصا في الشهادة على الهلال إن لم يثبت إمكان وجود أغراض أخرى تؤثر في الشهادة.
2- نداء السلطان + نفس المطلع + رؤية مستحيلة بالعين المجردة مع تحقق ميلاد الهلال:
الأصل ممن يعتمد على الرؤية بالعين المجردة ألا يقبل نداء السلطان، ومن يعتمد الميلاد فقط يقبلها.
3- نداء السلطان + نفس المطلع + رؤية مستحيلة بالعين المجردة لعدم ميلاد الهلال أصلا:
الأصل ألا يقبل قوله مطلقا (إلا إن كان على رأي الأخذ بالاقتران فقط وفي هذه الحالة لا يعتبر متبعا لنداء السلطان وإنما للحسابات الفلكية)، ونداء السلطان في هذه الحالة إما معتمد على نظرة رجعية لا تفهم شيئا في العلوم الكونية لأن مثله كمن يدعي الشروق منتصف الليل!، أو له أجندة أخرى سياسية أو اقتصادية، ومن الناس من يتبعه إما خوفا أو تزلفا أو بدعوى الوحدة الإسلامية وهذا أمره عجيب!!!.
4- نداء السلطان +مطلع مختلف +رؤية ممكنة بالعين المجردة:
مثل أن تعلن دولة أخرى رؤية الهلال ولم ير في البلد، وفي هذا خلاف فقهي.
5- نداء السلطان + مطلع مختلف + رؤية مستحيلة بالعين المجردة مع تحقق ميلاد الهلال:
نفس التوجيه الثاني.
6- نداء السلطان + مطلع مختلف + رؤية مستحيلة بالعين المجردة لعدم ميلاد الهلال أصلا:
نفس التوجيه الثالث.
والخلاف في اعتماد الفلك معيارا للتحقق من الشهادة مرتكز أساسا على فهم حديث النبيء -صلى الله عليه وسلم- " صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ فَإِنْ غُمِّيَ عَلَيْكُمْ فَأَكْمِلُوا الْعَدَدَ" (بمختلف ألفاظه)
ـــــــــــــــــــ
1- الخلاف الوارد أحيانا بين الفلكيين مرده إلى خلافهم في المعطيات الحدية التي يمكن للعين المجردة رؤية الهلال، أما ما يخضع للحسابات الفلكية كالاقتران والميلاد فهي حقائق ثابثة لا خلاف فيها، على أن المقاييس الحدية للرؤية البصرية نفسها فيها حدود متفق عليها، وإنما الخلاف في القيم الحدية، وقد قرر المجمع الفقهي جملة معايير لذلك.
أبونصر- مشرف
- عدد المساهمات : 101
تاريخ التسجيل : 30/08/2009
رد: مشكلة هلال رمضان وشوال، نداء السلطان أو علم الفلك؟
جزاك الله خيرا أخانا أبانصر على هذا التفصيل الدقيق، وأنا شبه موقن أن مسؤولينا في وادينا لا يدركون كل هذه التفريعات، ولو أنكم ومجموعة من الطلبة و الأساتذة تفضلتم بدراسة القضية من كل جوانبها وتقديمها لمسؤولينا لخف الاختلاف.
وأنا جد مستغرب لماذا مساجد الإصلاح مثلا لا يأخذون بعلم الفلك رغم فتوى شيخنا بيوض رحمه الله التي تأمر بالأخذ بعلم الفلك، ربما هناك امور لا نعلمها
وأنا جد مستغرب لماذا مساجد الإصلاح مثلا لا يأخذون بعلم الفلك رغم فتوى شيخنا بيوض رحمه الله التي تأمر بالأخذ بعلم الفلك، ربما هناك امور لا نعلمها
ابن زنغيل- عدد المساهمات : 4
تاريخ التسجيل : 15/09/2009
رد: مشكلة هلال رمضان وشوال، نداء السلطان أو علم الفلك؟
في واقعنا جماعة يعتمدون على الرؤية بالعين المجردة ممن يثق فيهم، وجماعة يجمعون بين علم الفلك والرؤية ولو كان ذلك مخالفا لنداء السلطان ولعموم الوطن وجماعة يعتمدون على نداء السلطان مهما كان الأمر ولو قال علماء الفلك إن الرؤية مستحيلة.
سؤالي ألا ترون أن مجلس عمي سعيد مقصر في هذا الأمر لأنه لم يصدر أي فتوى واضحة في الموضوع ليرجح الرأي الأصوب؟
سؤالي الآخر هل يمكن أن نعتمد على علم الفلك فقط ونلغي الرؤية بالعين، فيكون رمضان والعيد موضحا في الرزنامة، فما رأي الفقهاء في هذا؟
وشكرا
سؤالي ألا ترون أن مجلس عمي سعيد مقصر في هذا الأمر لأنه لم يصدر أي فتوى واضحة في الموضوع ليرجح الرأي الأصوب؟
سؤالي الآخر هل يمكن أن نعتمد على علم الفلك فقط ونلغي الرؤية بالعين، فيكون رمضان والعيد موضحا في الرزنامة، فما رأي الفقهاء في هذا؟
وشكرا
الباحث- عدد المساهمات : 12
تاريخ التسجيل : 31/08/2009
رد: مشكلة هلال رمضان وشوال، نداء السلطان أو علم الفلك؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكرك أخي أبو نصر على هذا التفصيل الذي لا يلتفت إليه أصلا من يعتمد نداء السلطان في صومه وإفطاره، فمعظم المعتمدين على نداء السلطان -خاصة في وادينا- لا يعتمدونه بناء على تحريه للهلال أو موافقته للشهر ولكن بدعوى: الوحدة! وأي وحدة، فليس المهم أن تصوم 29 أو 30 ولكن المهم أن نكون متحدين، وهنا تخليط لفقه العبادة بالفكر في شكل جنين مشوه!.
ومستند الخلاف عند الفقهاء بين المعاصرين الذين يرأسهم الشيخ أحمد شاكر والدريني والزرقا وغيرهم من جهة وجمهور الفقهاء وعلى رأسهم الحنابلة هو تعليل حديث الصيام لرؤية الهلال من عدمه.
فبينما تجد الفريق الأخير لا يكلف نفسه عناء تعليل الحديث سيرا على قاعدة إذا صح السند وجب العمل! فإن الفريق الأول جمع بين قوله صلى الله عليه وسلم: (إنا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب الشهر هكذا وهكذا وهكذا، أي 30، والشهر هكذا وهكذا وهكذا أي 29) وحديث (صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فإن غم عليكم فأتموا الشهر ثلاثين).
ففي الحديث الأول تعليل الاعتماد على الرؤية: عدم لتمكن الأمة من الحساب.
مما يعني أن الاعتماد على الرؤية خروج عن الأصل الذي هو الحساب، وما الرؤية إلا رخصة أعطيت لقوم لا يحسبون ولا يكتبون. فلو أن النبي صلى الله عليه وسلم كان في مجمع من الحاسبين للفلك وعلمائه لبقي على أصل الحساب.
أما نداء السلطان في هذه القضية فإنه معتبر متى ما كان السلطان معروفا عنه عدم تحدي حدود الله وعدم استهانته ببداية الشهر ونهايته.
وفي واقعنا فإن هذا منعدم، بل لا ثقة لنا في دين سلطاننا! فلو أمرنا الآخذين بنداء السلطان في رؤية الهلال بتقديم زكاتهم لهذا السلطان فيا ترى كم واحدا منهم سيفعل ذلك؟!
ثم إنه قد ثبت واقعا أن السلطان لا يطابق قوله الفقهي المعتمد عند الإعلان عن الهلال، فقد يعلن عن رؤيته والواقع أن علماء الفلك مجمعون على استحالة رؤيته في منطقتنا.
أما دعوى الوحدة فإنه لا قرار لها هنا ولا مستند عند مخالفة الأصل الفقهي خاصة في المنصوص عليه. فقضاء القاضي وحكم الحاكم لا يؤخذ به مطلقا فعندما يخالف النص مثلا فإنه لا يعبأ به. وكذلك الأمر في مسألتنا هذه فإنه يعتمد ما أجمع الخبراء على إلغائه فلا حجة فيه.
كما أن العمل بنداء السلطان مطلقا فيه أغراض سياسية لا تخفى، من قبيل التودد للسلطان ومراعاة أمره ولو في خلاف الشرع والدين، لذا تجد من يتبنى هذا المسار في واقعنا هو تيار سياسي بامتياز قبل أن يكون فقهيا، وقد استخدم الفقه لخدمة السياسة على مر التاريخ!.
والله المستعان.
أشكرك أخي أبو نصر على هذا التفصيل الذي لا يلتفت إليه أصلا من يعتمد نداء السلطان في صومه وإفطاره، فمعظم المعتمدين على نداء السلطان -خاصة في وادينا- لا يعتمدونه بناء على تحريه للهلال أو موافقته للشهر ولكن بدعوى: الوحدة! وأي وحدة، فليس المهم أن تصوم 29 أو 30 ولكن المهم أن نكون متحدين، وهنا تخليط لفقه العبادة بالفكر في شكل جنين مشوه!.
ومستند الخلاف عند الفقهاء بين المعاصرين الذين يرأسهم الشيخ أحمد شاكر والدريني والزرقا وغيرهم من جهة وجمهور الفقهاء وعلى رأسهم الحنابلة هو تعليل حديث الصيام لرؤية الهلال من عدمه.
فبينما تجد الفريق الأخير لا يكلف نفسه عناء تعليل الحديث سيرا على قاعدة إذا صح السند وجب العمل! فإن الفريق الأول جمع بين قوله صلى الله عليه وسلم: (إنا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب الشهر هكذا وهكذا وهكذا، أي 30، والشهر هكذا وهكذا وهكذا أي 29) وحديث (صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فإن غم عليكم فأتموا الشهر ثلاثين).
ففي الحديث الأول تعليل الاعتماد على الرؤية: عدم لتمكن الأمة من الحساب.
مما يعني أن الاعتماد على الرؤية خروج عن الأصل الذي هو الحساب، وما الرؤية إلا رخصة أعطيت لقوم لا يحسبون ولا يكتبون. فلو أن النبي صلى الله عليه وسلم كان في مجمع من الحاسبين للفلك وعلمائه لبقي على أصل الحساب.
أما نداء السلطان في هذه القضية فإنه معتبر متى ما كان السلطان معروفا عنه عدم تحدي حدود الله وعدم استهانته ببداية الشهر ونهايته.
وفي واقعنا فإن هذا منعدم، بل لا ثقة لنا في دين سلطاننا! فلو أمرنا الآخذين بنداء السلطان في رؤية الهلال بتقديم زكاتهم لهذا السلطان فيا ترى كم واحدا منهم سيفعل ذلك؟!
ثم إنه قد ثبت واقعا أن السلطان لا يطابق قوله الفقهي المعتمد عند الإعلان عن الهلال، فقد يعلن عن رؤيته والواقع أن علماء الفلك مجمعون على استحالة رؤيته في منطقتنا.
أما دعوى الوحدة فإنه لا قرار لها هنا ولا مستند عند مخالفة الأصل الفقهي خاصة في المنصوص عليه. فقضاء القاضي وحكم الحاكم لا يؤخذ به مطلقا فعندما يخالف النص مثلا فإنه لا يعبأ به. وكذلك الأمر في مسألتنا هذه فإنه يعتمد ما أجمع الخبراء على إلغائه فلا حجة فيه.
كما أن العمل بنداء السلطان مطلقا فيه أغراض سياسية لا تخفى، من قبيل التودد للسلطان ومراعاة أمره ولو في خلاف الشرع والدين، لذا تجد من يتبنى هذا المسار في واقعنا هو تيار سياسي بامتياز قبل أن يكون فقهيا، وقد استخدم الفقه لخدمة السياسة على مر التاريخ!.
والله المستعان.
صالح- مشرف
- عدد المساهمات : 59
تاريخ التسجيل : 30/08/2009
موضوع مهم..متابعون
نشكر طارح الموضوع على العرض المهم وتحديد الإشالية:
أود قبل ذلك أن أسأل الأخ أبو نصر عن الفرق بين الاقتران وولادة الهلال جزاه الله خيرا
والسلام
أود قبل ذلك أن أسأل الأخ أبو نصر عن الفرق بين الاقتران وولادة الهلال جزاه الله خيرا
والسلام
أبو محسن- عدد المساهمات : 23
تاريخ التسجيل : 28/09/2009
رد: مشكلة هلال رمضان وشوال، نداء السلطان أو علم الفلك؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أخي الكريم أبومحسن.
الاقتران هي اللحظة التي يكون فيها القمر بين الشمس والأرض فيكون وجهه المظلم باتجاه الأرض والوجه المضاء باتجاه الشمس وبسمى محاقا، وهي المدة الزمنية بين اختفاء هلال الشهر السابق وميلاد هلال الشهر اللاحق، فعندما يكون القمر متوسطا الشمس والأرض لا يظهر لنا من الأرض شيئا من نصفه المضاء، لكن ما إن يتحرك القمر قليلا مع الوقت حتى ينسحب النصف المضاء فيظهر لنا منه خيطا من نور وذلك هو الهلال، ومدة الاقتران تختلف من شهر لآخر، ووقت الاقتران والميلاد معلومة بدقة بالغة من قبل الفلكين، ولكن اختلافهم في الشروط المناسبة التي به يمكن للعين المجردة أن تراه مع اتفاقهم في بعض الشروط كشرط غروبه بعد الشمس مثلا.
وقد يسأل سائل أوليس وجود القمر بين الشمس والأرض يعتبر كسوفا؟ يعتبر كسوفا لو كان على نفس المستوى الأفقى وأنت تعلم أن ميل الكرة الأرضية مائل، وعندما يتفق القمر والشمس والأرض على نفس المستوى الأفقي يكون الخسوف والكسوف، ولا تكون إلا نادرا عندما تتقاطع كل تلك الشروط.
مراحل الهلال، وفي المرحلة المظلمة -المحاق- يكون الاقتران ، المسماة NEW
الاقتران هي اللحظة التي يكون فيها القمر بين الشمس والأرض فيكون وجهه المظلم باتجاه الأرض والوجه المضاء باتجاه الشمس وبسمى محاقا، وهي المدة الزمنية بين اختفاء هلال الشهر السابق وميلاد هلال الشهر اللاحق، فعندما يكون القمر متوسطا الشمس والأرض لا يظهر لنا من الأرض شيئا من نصفه المضاء، لكن ما إن يتحرك القمر قليلا مع الوقت حتى ينسحب النصف المضاء فيظهر لنا منه خيطا من نور وذلك هو الهلال، ومدة الاقتران تختلف من شهر لآخر، ووقت الاقتران والميلاد معلومة بدقة بالغة من قبل الفلكين، ولكن اختلافهم في الشروط المناسبة التي به يمكن للعين المجردة أن تراه مع اتفاقهم في بعض الشروط كشرط غروبه بعد الشمس مثلا.
وقد يسأل سائل أوليس وجود القمر بين الشمس والأرض يعتبر كسوفا؟ يعتبر كسوفا لو كان على نفس المستوى الأفقى وأنت تعلم أن ميل الكرة الأرضية مائل، وعندما يتفق القمر والشمس والأرض على نفس المستوى الأفقي يكون الخسوف والكسوف، ولا تكون إلا نادرا عندما تتقاطع كل تلك الشروط.
مراحل الهلال، وفي المرحلة المظلمة -المحاق- يكون الاقتران ، المسماة NEW
أبونصر- مشرف
- عدد المساهمات : 101
تاريخ التسجيل : 30/08/2009
شكرا لك ..ولكن
الأخ الكريم شكرا لك على التوضيح
لكن الجواب عن سؤالي لم يوضح فقد كنت أحسب أن القول بلحظة الاقتران او لحظة ميلاد الهلال شيء واحد لكن حسب تفصيلك أول الموضوع هناك فرق بينهما فأرجو التوضيح وعذرا على الإزعاج
لكن الجواب عن سؤالي لم يوضح فقد كنت أحسب أن القول بلحظة الاقتران او لحظة ميلاد الهلال شيء واحد لكن حسب تفصيلك أول الموضوع هناك فرق بينهما فأرجو التوضيح وعذرا على الإزعاج
أبو محسن- عدد المساهمات : 23
تاريخ التسجيل : 28/09/2009
مزق العلماء الأمة
شكرا لكم على هذا النقاش الهادئ
لكن يبدو انكم من خلال هذا التحليل الفقهي والعلمي والواقعي
تناستم ما يشهده واقع العالم الاسلامي من تفرق وتمزق وما يعيشه سكان الوادي من تفتت..
لذا يبدو أنه يجب عرض مثل هذه المسالة بما فيها من توجهات امام العلماء للخروج براي متقارب لكافة التوجهات
خاصة مع عدم ضبط الكثير لفقه الاختلاف
وتفكك الاسر والأوزاج بسب الهلال
والسؤال المطروح: ألا يمكن التقريب بين المسلمين في مثل هذه القضايا، خاصة ان معيار وحدة المسلمين من أولى الاعتبارات التي ينبغي ان يبني عليها العالم أحكامه في الوقت الحالي؟
لكن يبدو انكم من خلال هذا التحليل الفقهي والعلمي والواقعي
تناستم ما يشهده واقع العالم الاسلامي من تفرق وتمزق وما يعيشه سكان الوادي من تفتت..
لذا يبدو أنه يجب عرض مثل هذه المسالة بما فيها من توجهات امام العلماء للخروج براي متقارب لكافة التوجهات
خاصة مع عدم ضبط الكثير لفقه الاختلاف
وتفكك الاسر والأوزاج بسب الهلال
والسؤال المطروح: ألا يمكن التقريب بين المسلمين في مثل هذه القضايا، خاصة ان معيار وحدة المسلمين من أولى الاعتبارات التي ينبغي ان يبني عليها العالم أحكامه في الوقت الحالي؟
سامي- عدد المساهمات : 1
تاريخ التسجيل : 15/09/2009
رد: مشكلة هلال رمضان وشوال، نداء السلطان أو علم الفلك؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أخي الكريم أبو محسن لا أعرف بالضبط ما الذي لم تفهمه، فقد بينت سابقا أن الاقتران هو مدة المحاق الذي يغيب فيه نور القمر عن السماء تماما في المرحلة الانتقالية بين الأشهر.
أما عن القول بالاقتران والميلاد فهما مختلفان فالمنادون بالأخذ بالاقتران يعتبرون لحظة اقتران القمر والشمس والأرض إيذانا بنهاية الشهر الفائت وبداية الجديد وهم قلة، أما المنادون بالميلاد فيعتبرون لحظة ميلاد الهلال هي بداية الشهر وهذا القول هو المشهور عند من يقول بالاعتماد الفلكي، والفرق بين القولين يظهر فيما لو تم الميلاد بعد الفجر فالقائلون بالاقتران يرون ذلك اليوم بداية للشهر أما القائلون بالميلاد فيرون ذلك اليوم ليس من الشهر، وكل هذه الأقوال هي مرحلة البحث والدرس على مستوى الأفراد فلم تتضح بعض توجهات واضحة، اللهم إلا القول بالأخذ بالفلك في النفي دون الإثبات الذي ارتآه المجمع الفقهي والقول المشهور في السعودية وهي الاعتماد على الشهادة وحدها، وربما قول القذافي! القائل بالميلاد أو الاقتران.
وبالمناسبة تتجه كل من تركيا وماليزيا وبعض دول البلقان والاتحاد السوفياتي -سابقا- إلى الأخذ باعتبار وسط وهو أنهم يبنون على مايقرره علم الفلك من إمكانية الرؤية بالعين المجردة فإن كانت الرؤية ممكنة فلا ينتظرون أن يراه أحد وإنما يعلنون مباشرة.
أخي سامي:
حتى لا نتيه بين هذه التفريعات علينا أن نستحضر أهم الأسس التي تحكم الأخذ بهذه الأقوال:
- في حالة اعتمادنا على الرؤية بالعين المجردة ووُجد علم يقيني أو يقاربه ينفي الرؤية فلا يمكن استحضار أي اعتبار آخر كنداء السلطان أو الوحدة الإسلامية أو غير ذلك، لأن نداء السلطان محكوم بطاعة الله تعالى، والوحدة لا تكون على باطل، إلا إن ارتأى السلطان الأخذ بلحظة الميلاد فهنا يأتي دور العلماء ليثبتوا أن رأيه لم يخرج عن دائرة الأدلة، ولا يوجد ذلك في بلادنا واقعا، فالحاكم يدعي الرؤية المجردة.
- في حالة وجود خلاف ظني يمكن أن تستوعبه الأدلة الفقهية والحقائق الكونية فهنا يمكن الكلام عن الوحدة ومقاصدها.
وبالله التوفيق.
أخي الكريم أبو محسن لا أعرف بالضبط ما الذي لم تفهمه، فقد بينت سابقا أن الاقتران هو مدة المحاق الذي يغيب فيه نور القمر عن السماء تماما في المرحلة الانتقالية بين الأشهر.
أما عن القول بالاقتران والميلاد فهما مختلفان فالمنادون بالأخذ بالاقتران يعتبرون لحظة اقتران القمر والشمس والأرض إيذانا بنهاية الشهر الفائت وبداية الجديد وهم قلة، أما المنادون بالميلاد فيعتبرون لحظة ميلاد الهلال هي بداية الشهر وهذا القول هو المشهور عند من يقول بالاعتماد الفلكي، والفرق بين القولين يظهر فيما لو تم الميلاد بعد الفجر فالقائلون بالاقتران يرون ذلك اليوم بداية للشهر أما القائلون بالميلاد فيرون ذلك اليوم ليس من الشهر، وكل هذه الأقوال هي مرحلة البحث والدرس على مستوى الأفراد فلم تتضح بعض توجهات واضحة، اللهم إلا القول بالأخذ بالفلك في النفي دون الإثبات الذي ارتآه المجمع الفقهي والقول المشهور في السعودية وهي الاعتماد على الشهادة وحدها، وربما قول القذافي! القائل بالميلاد أو الاقتران.
وبالمناسبة تتجه كل من تركيا وماليزيا وبعض دول البلقان والاتحاد السوفياتي -سابقا- إلى الأخذ باعتبار وسط وهو أنهم يبنون على مايقرره علم الفلك من إمكانية الرؤية بالعين المجردة فإن كانت الرؤية ممكنة فلا ينتظرون أن يراه أحد وإنما يعلنون مباشرة.
أخي سامي:
حتى لا نتيه بين هذه التفريعات علينا أن نستحضر أهم الأسس التي تحكم الأخذ بهذه الأقوال:
- في حالة اعتمادنا على الرؤية بالعين المجردة ووُجد علم يقيني أو يقاربه ينفي الرؤية فلا يمكن استحضار أي اعتبار آخر كنداء السلطان أو الوحدة الإسلامية أو غير ذلك، لأن نداء السلطان محكوم بطاعة الله تعالى، والوحدة لا تكون على باطل، إلا إن ارتأى السلطان الأخذ بلحظة الميلاد فهنا يأتي دور العلماء ليثبتوا أن رأيه لم يخرج عن دائرة الأدلة، ولا يوجد ذلك في بلادنا واقعا، فالحاكم يدعي الرؤية المجردة.
- في حالة وجود خلاف ظني يمكن أن تستوعبه الأدلة الفقهية والحقائق الكونية فهنا يمكن الكلام عن الوحدة ومقاصدها.
وبالله التوفيق.
أبونصر- مشرف
- عدد المساهمات : 101
تاريخ التسجيل : 30/08/2009
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأحد ديسمبر 06, 2009 12:36 am من طرف ياسر
» قُلْ يَاأَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ ...
الجمعة ديسمبر 04, 2009 8:42 am من طرف أبونصر
» صور إخواننا في الصين في عيد الأضحى
الخميس ديسمبر 03, 2009 7:58 am من طرف يحي بن عيسى
» الإمام غالب الهنائي في ذمة الله
الثلاثاء ديسمبر 01, 2009 2:54 am من طرف يحي بن عيسى
» حول الدعوة إلى الله عز وجل
الإثنين نوفمبر 30, 2009 8:50 am من طرف أبو محسن
» مصطفى محمود: المرأة كتاب.. اقرأه بعقلك ولا تنظر لغلافه
الأحد نوفمبر 29, 2009 3:06 pm من طرف يحيى الاطرش
» عيدكم مبارك وكل عام وانتم بخير
الأحد نوفمبر 29, 2009 1:00 am من طرف خالد آل عبدالله
» مــــــــبـــــــــــاراة بريـــــــــــــــــــــئــــــــــــة
الجمعة نوفمبر 27, 2009 11:28 am من طرف أبو محسن
» هل نحن بحاجة إلى مراجعة فكرية لمنظومتنا التراثية؟
الأربعاء نوفمبر 25, 2009 12:44 pm من طرف يحيى الاطرش