المواضيع الأخيرة
من لا تعرفونه!
4 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
من لا تعرفونه!
لا أدري لماذا أثــّرت فيّ هذه الكلمة، وأخذت مني كلّ مأخذ؟
أرجو من إخواني وأخواتي في الله أن يشاركوني التأمّل فيها، والتدبّر في مآلاتها:
قيل لعبد صالح: ندعو الله فلا يستجاب لنا. فقال: لأنكم تدعون من لا تعرفونه.
أرجو تفاعلكم ولكم من ربي جزيل الشكر والتوفيق.
أرجو من إخواني وأخواتي في الله أن يشاركوني التأمّل فيها، والتدبّر في مآلاتها:
قيل لعبد صالح: ندعو الله فلا يستجاب لنا. فقال: لأنكم تدعون من لا تعرفونه.
أرجو تفاعلكم ولكم من ربي جزيل الشكر والتوفيق.
رد: من لا تعرفونه!
" وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا"
"قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا"
"وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ كَذَلِكَ يُؤْفَكُ الَّذِينَ كَانُوا بِآَيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَارًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ"
"قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا"
"وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ كَذَلِكَ يُؤْفَكُ الَّذِينَ كَانُوا بِآَيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَارًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ"
أبونصر- مشرف
- عدد المساهمات : 101
تاريخ التسجيل : 30/08/2009
رد: من لا تعرفونه!
بسم الله الرحمن الرحيم؛
أود المساهمة في موضوع الدعاء والعلاقة الروحية بين الله تعالى وعباده بطرح هذه الخاطرة، وأرجو ممن له تصويب أو رأي آخر أن يفيدنا به وأجره عند ربه.
كنت مرة مهتما جدا بقضية من القضايا، وسألت أمي الكريمة حفظها الله تعالى أن تدعو لي بقضاء تلك الحاجة، فقالت لي لا أدعو لك بها خصوصا لكن أسأل الله ما فيه خيرك وصلاحك. فثار التساؤل في رأسي ورأيت هذه المناسبة لأبث فيها خاطري لعل أحد الإخوان يفيدني بما عنده جزاه الله خيرا.
جاء في قوله تعالى، في الآية 11 من سورة الإسراء: "ويدع الانسان بالشر دعاءه بالخير وكان الانسان عجولا".
فالآية حسب فهمي تشير إلى ما قد يحصل للانسان أن لو استجاب الله تعالى كل دعواته ومطالبه، فإن قصور علم الانسان وتعجله يجعله يريد أشياء يتصورها بفهمه القاصر خيرا له في حين أنها بالنسبة لعلم الله تعالى المطلق شر محض، لذلك أتصور أنه من باب الأدب مع الله تعالى وتواضعا لعلمه المطلق وإرادته الحكيمة أن لا يسأله الإنسان وبإلحاح عن أشياء بعينها، وكأنه يفرض رغبته على الله تعالى فإن لم يتحقق مطلوب هذا الداعي شعر وكأن الله تعالى خذله، في حين أنه كان الأولى به أن لا يدعو الله تعالى إلا بدعاء عام، من نحو ما أرشدنا إليه القرآن الكريم في مواضع كثيرة، منها مثلا قصة أصحاب الكهف، فإنه كان بمقدورهم أن يسألوا هلاك عدوهم لكنهم اكتفوا بثقتهم بالله تعالى أنه معهم وأنه ناصرهم وأنهم راضون بكل ما كتبه لهم مما سيلقونه في سبيله وابتغاء مرضاته، " إذ اوى الفتية إلى الكهف فقالوا ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيء لنا من امرنا رشدا"(الكهف 10)، وفي آية لاحقة "فأووا إلى المهف ينشر لكم ربكم من رحمته ويهيء لكم من امركم مرفقا" (الكهف 16)، وفي قصة غزوة بدر نبه الله المؤمنين إلى أن إرادته هي الجارية وليس عليهم إلا فعل ما في وسعهم لنيل رضاه دون التأفف واقتراح الاختيارات، فقد وعجهم الله تعالى أن إحجى الطائفتين تكون لهم لكنه بعضهم كان يود أن تكون الطائفة الموعودة هي القافلة ربما ليحقق الهدف المطلوب من خروجهم وهواسترداد بعض أموالهم التي هاجروا دونها دون عناء وكبير خطر، وهو بلا شك هدف مشروع وعملي، لكن مشيئة الله أرادت غير ذلك فقال تعالى " إذ يعدكم الله إحدى الطائفتين أنها لكم وتودون أن غير ذات الشوكة تكون لكم ويريد الله أن يحق الحق بكلماته ويقطع دابر الكافرين ليحق الحق ويبطل الباطل ولو كره المجرمون" (الأنفال 7 و8 )، والقرآن مليء بمثل هذه الأدعية العامة التي لا تهتم بالأشياء الشخصية إلا في سياق علاقتها العامة بإعلاء كلمة الله تعالى سواء بالنصرة على الأعداء أو إهلاك الكفار، أو السؤال عن قرة الأعين في الذرية والأزواج ممن يكونون سببا على الخير وعونا على الطاعة لا فتنة ومبخلة ومجبنة.
أقول هذا حسب رأيي الشخصي على سبيل الاستحباب لا على سبيل الوجوب (لست بمفت ولا فقيه)، أي أذكر هذا من باب التأدب واستحضار قدسية الوقوف بين يدي العلام، فكما يستطيع المرء أن يعد الإلحاح في السؤال تقربا إلى الله تعالى وإعلانا للاحتياج المطلق له، يمكن له كذلك أن يعد اقتصاره على طلب التوفيق والهداية وتيسير سبل الرشد دون التفصيل من باب الرضى عن الله تعالى وقبول إرادته تيقنا بحكمته وعدله " فعسى أن تكرهوا شيء ويجعل الله فيه خيرا كثيرا" ( النساء 19) " كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون" ( البقرة 162).
والله أعلم وأحكم.
أود المساهمة في موضوع الدعاء والعلاقة الروحية بين الله تعالى وعباده بطرح هذه الخاطرة، وأرجو ممن له تصويب أو رأي آخر أن يفيدنا به وأجره عند ربه.
كنت مرة مهتما جدا بقضية من القضايا، وسألت أمي الكريمة حفظها الله تعالى أن تدعو لي بقضاء تلك الحاجة، فقالت لي لا أدعو لك بها خصوصا لكن أسأل الله ما فيه خيرك وصلاحك. فثار التساؤل في رأسي ورأيت هذه المناسبة لأبث فيها خاطري لعل أحد الإخوان يفيدني بما عنده جزاه الله خيرا.
جاء في قوله تعالى، في الآية 11 من سورة الإسراء: "ويدع الانسان بالشر دعاءه بالخير وكان الانسان عجولا".
فالآية حسب فهمي تشير إلى ما قد يحصل للانسان أن لو استجاب الله تعالى كل دعواته ومطالبه، فإن قصور علم الانسان وتعجله يجعله يريد أشياء يتصورها بفهمه القاصر خيرا له في حين أنها بالنسبة لعلم الله تعالى المطلق شر محض، لذلك أتصور أنه من باب الأدب مع الله تعالى وتواضعا لعلمه المطلق وإرادته الحكيمة أن لا يسأله الإنسان وبإلحاح عن أشياء بعينها، وكأنه يفرض رغبته على الله تعالى فإن لم يتحقق مطلوب هذا الداعي شعر وكأن الله تعالى خذله، في حين أنه كان الأولى به أن لا يدعو الله تعالى إلا بدعاء عام، من نحو ما أرشدنا إليه القرآن الكريم في مواضع كثيرة، منها مثلا قصة أصحاب الكهف، فإنه كان بمقدورهم أن يسألوا هلاك عدوهم لكنهم اكتفوا بثقتهم بالله تعالى أنه معهم وأنه ناصرهم وأنهم راضون بكل ما كتبه لهم مما سيلقونه في سبيله وابتغاء مرضاته، " إذ اوى الفتية إلى الكهف فقالوا ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيء لنا من امرنا رشدا"(الكهف 10)، وفي آية لاحقة "فأووا إلى المهف ينشر لكم ربكم من رحمته ويهيء لكم من امركم مرفقا" (الكهف 16)، وفي قصة غزوة بدر نبه الله المؤمنين إلى أن إرادته هي الجارية وليس عليهم إلا فعل ما في وسعهم لنيل رضاه دون التأفف واقتراح الاختيارات، فقد وعجهم الله تعالى أن إحجى الطائفتين تكون لهم لكنه بعضهم كان يود أن تكون الطائفة الموعودة هي القافلة ربما ليحقق الهدف المطلوب من خروجهم وهواسترداد بعض أموالهم التي هاجروا دونها دون عناء وكبير خطر، وهو بلا شك هدف مشروع وعملي، لكن مشيئة الله أرادت غير ذلك فقال تعالى " إذ يعدكم الله إحدى الطائفتين أنها لكم وتودون أن غير ذات الشوكة تكون لكم ويريد الله أن يحق الحق بكلماته ويقطع دابر الكافرين ليحق الحق ويبطل الباطل ولو كره المجرمون" (الأنفال 7 و8 )، والقرآن مليء بمثل هذه الأدعية العامة التي لا تهتم بالأشياء الشخصية إلا في سياق علاقتها العامة بإعلاء كلمة الله تعالى سواء بالنصرة على الأعداء أو إهلاك الكفار، أو السؤال عن قرة الأعين في الذرية والأزواج ممن يكونون سببا على الخير وعونا على الطاعة لا فتنة ومبخلة ومجبنة.
أقول هذا حسب رأيي الشخصي على سبيل الاستحباب لا على سبيل الوجوب (لست بمفت ولا فقيه)، أي أذكر هذا من باب التأدب واستحضار قدسية الوقوف بين يدي العلام، فكما يستطيع المرء أن يعد الإلحاح في السؤال تقربا إلى الله تعالى وإعلانا للاحتياج المطلق له، يمكن له كذلك أن يعد اقتصاره على طلب التوفيق والهداية وتيسير سبل الرشد دون التفصيل من باب الرضى عن الله تعالى وقبول إرادته تيقنا بحكمته وعدله " فعسى أن تكرهوا شيء ويجعل الله فيه خيرا كثيرا" ( النساء 19) " كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون" ( البقرة 162).
والله أعلم وأحكم.
مصطفى- عدد المساهمات : 19
تاريخ التسجيل : 17/09/2009
في أحد الأيام
في أحد الأيام، وأنا مع ثلـّة من أحبائي، على وشك الافتراق.. أحسست بالشوق والوحشة التي سيحدثها فراقهم على قلبي. في تلك اللحظة انقدح في ذهني وتذكرت أن الله عز وجل أعظم وأعظم من كل شيء، لكن هل وصل بي الشوق إليه أكثر من اشتياقي لخلاّني الأعزاء عند فراقهم؟ وهل أحسست بضرورة ولزوم الالتجاء إليه عقب كل معصية وبعد كلّ استغفال من الشيطان؟؟
(والذين آمنوا أشدُّ حُـبًّا لله): الله سبحانه في هذه الآية يقرّر فطرة في الإنسان وهي حبّه لأشياء ومخلوقات عديدة، لكن المطلوب هو أن الله لابد أن يكون حبّه فوق كلّ شيء.. ومن لم يصل إلى هذا المستوى فتلك مصيبة عظيمة.
حقــّا أحسّ أحيانا بالذنب والتقصير في هذه القضية، فقد أصبح تعاملنا مع الله مصلحيّا براغماتيا محضًا: ندعوه ونريده أن يستجيب بلا منّ ولا شكر ونستبطئه إذا لم يسرع للإجابة، ثم إذا أجابنا فرِحْنا وتصوّرنا ذاك من كسب أيدينا وعلامة رضاه علينا، وإن لم يجبنا سخطنا وجزعنا.. ثم إذا زالت الشدّة وطال الأمد فإننا ننساه بمرور الزمن ونهجر ذكره إلا في مناسبات وأزمات..
لذلك فإنه يصدق علينا قول الصادق: لأنكم تدعون من لا تعرفونه.
(والذين آمنوا أشدُّ حُـبًّا لله): الله سبحانه في هذه الآية يقرّر فطرة في الإنسان وهي حبّه لأشياء ومخلوقات عديدة، لكن المطلوب هو أن الله لابد أن يكون حبّه فوق كلّ شيء.. ومن لم يصل إلى هذا المستوى فتلك مصيبة عظيمة.
حقــّا أحسّ أحيانا بالذنب والتقصير في هذه القضية، فقد أصبح تعاملنا مع الله مصلحيّا براغماتيا محضًا: ندعوه ونريده أن يستجيب بلا منّ ولا شكر ونستبطئه إذا لم يسرع للإجابة، ثم إذا أجابنا فرِحْنا وتصوّرنا ذاك من كسب أيدينا وعلامة رضاه علينا، وإن لم يجبنا سخطنا وجزعنا.. ثم إذا زالت الشدّة وطال الأمد فإننا ننساه بمرور الزمن ونهجر ذكره إلا في مناسبات وأزمات..
لذلك فإنه يصدق علينا قول الصادق: لأنكم تدعون من لا تعرفونه.
رد: من لا تعرفونه!
سبحان الله.. كم أحسّ أنه موضوع خطير، ولابد من طرقه كل مرّة حتى نراجع أنفسنا
كثيرون يتعبون أنفسهم بالدعاء، وينسون أنهم يدعون من لا يعرفون؟
نخشى ونحذر أن نكون منهم -أعاذنا الله وإياكم-
فجهلُ الإنسان بأمور أساسية، تدفعه دوما لارتكاب حماقات حتى مع ربه
تذكرتُ أن هناك حالات عديدة تجعل الإنسان يخجل من نفسه إذا دعا الله لأنه -باختصار- لا يعرفه، فكيف يدعو من لا يعرفه، ويطالبه بالإجابة؟ ألا يخشى أنه ربما، سيكون ذلك وبالا عليه؟
- تجد في زماننا ثلة من علمائنا ومثقفينا: يدعون الله دوما بالوحدة بين المسلمين، لكن تراهم يسلكون سبيلها الخطأ -عن عمدٍ أو عن حسن نية- وبفعلهم هذا وإصرارهم عليه: كأنهم يرغمون الله على الإجابة.
- والأئمة على المنابر قد صمّوا آذان الناس بصراخهم ودعائهم على اليهود والنصارى كي ينسفهم الله، وهم يتجاهلون أن الله قادر على كل شيء، لكن فقط يريد منهم أن يكونوا أدوات تصنع ذلك النصر.
- والمصلحون الاجتماعيون والسياسيون احتاروا في أمر من حولهم: ما بالهم لم يتغيّروا؟ وللأسف تقاعسوا وتجاهلوا الجواب الصحيح عن هذا السؤال، فلجأوا إلى حيلة الدعاء علـّها تفيد، ولكن هيهات هيهات لمن لم يتخذ الأسباب ويتقيّد بالسنن الإلهية.
- والآباء يدعون ربهم بصلاح أبنائهم، وهم في أمسّ الحاجة لأن ينصلحوا هُم قبل أبنائهم.
- وترى آخرين يضعون دفتر شروط مسبقة على الله، ثم يتظاهرون بأنهم منيبين داعين ربهم بالليل والنهار كي يحلّ مشاكلهم ويفتح عليهم من فضله ويجعلهم من أوليائه المقربين.. لكن ألا يعترفون أنهم أساؤوا الأدب مع الله، فكيف يجيبهم وهم لم يستجيبوا له كما يريد ويرضى هو سبحانه!! وكيف يجيبهم وفيهم من يرتكب معاصي اعتقادية ويوردها في دعائه، فهذا مصاب بالإرجاء وملوّث بالأماني وذاك لا ينزّه ربه الذي يدعوه ويعتقد -متبجّحا- ما يستحيل في حقّه سبحانه، وتلك لا تخلص عملها لربها بل تسعى لإرضاء من حولها، وآخر يزعم أنه مثقف وصاحب مستوى وشهادة لكنه أبعد الناس عن أخلاق العلم والتواضع للناس ومخالطتهم والصبر على أذاهم، يحبّ أن يخلد في بُرجه مستكبرا مستغنيا ومستعليا.. إلخ.
لذلك لا تعجب أُخَيَّ من أمر مليار ونصف من المسلمين لم يستطيعوا فعل أدنى شيء يحفظ ماء وجههم، ويجعلهم خلفاء الأرض بحقّ، رغم أدعيتهم التي ضجّت وسبّبت ضوضاء في هذا الكون.
لابد إذاً من تغيير رؤيتنا إلى طبيعة الأمور، بل ويجب أن نعلم ونتعلـّم مفاتيح الدعاء حتى ندخل البيوت من أبوابها.. ولا نكون سُذجا كالكبش ينطح الصخر معتقدا إيلامه، جاهلا ومتجاهلا ما يجلبه من ضرر لنفسه.
والله أعلم.
كثيرون يتعبون أنفسهم بالدعاء، وينسون أنهم يدعون من لا يعرفون؟
نخشى ونحذر أن نكون منهم -أعاذنا الله وإياكم-
فجهلُ الإنسان بأمور أساسية، تدفعه دوما لارتكاب حماقات حتى مع ربه
تذكرتُ أن هناك حالات عديدة تجعل الإنسان يخجل من نفسه إذا دعا الله لأنه -باختصار- لا يعرفه، فكيف يدعو من لا يعرفه، ويطالبه بالإجابة؟ ألا يخشى أنه ربما، سيكون ذلك وبالا عليه؟
- تجد في زماننا ثلة من علمائنا ومثقفينا: يدعون الله دوما بالوحدة بين المسلمين، لكن تراهم يسلكون سبيلها الخطأ -عن عمدٍ أو عن حسن نية- وبفعلهم هذا وإصرارهم عليه: كأنهم يرغمون الله على الإجابة.
- والأئمة على المنابر قد صمّوا آذان الناس بصراخهم ودعائهم على اليهود والنصارى كي ينسفهم الله، وهم يتجاهلون أن الله قادر على كل شيء، لكن فقط يريد منهم أن يكونوا أدوات تصنع ذلك النصر.
- والمصلحون الاجتماعيون والسياسيون احتاروا في أمر من حولهم: ما بالهم لم يتغيّروا؟ وللأسف تقاعسوا وتجاهلوا الجواب الصحيح عن هذا السؤال، فلجأوا إلى حيلة الدعاء علـّها تفيد، ولكن هيهات هيهات لمن لم يتخذ الأسباب ويتقيّد بالسنن الإلهية.
- والآباء يدعون ربهم بصلاح أبنائهم، وهم في أمسّ الحاجة لأن ينصلحوا هُم قبل أبنائهم.
- وترى آخرين يضعون دفتر شروط مسبقة على الله، ثم يتظاهرون بأنهم منيبين داعين ربهم بالليل والنهار كي يحلّ مشاكلهم ويفتح عليهم من فضله ويجعلهم من أوليائه المقربين.. لكن ألا يعترفون أنهم أساؤوا الأدب مع الله، فكيف يجيبهم وهم لم يستجيبوا له كما يريد ويرضى هو سبحانه!! وكيف يجيبهم وفيهم من يرتكب معاصي اعتقادية ويوردها في دعائه، فهذا مصاب بالإرجاء وملوّث بالأماني وذاك لا ينزّه ربه الذي يدعوه ويعتقد -متبجّحا- ما يستحيل في حقّه سبحانه، وتلك لا تخلص عملها لربها بل تسعى لإرضاء من حولها، وآخر يزعم أنه مثقف وصاحب مستوى وشهادة لكنه أبعد الناس عن أخلاق العلم والتواضع للناس ومخالطتهم والصبر على أذاهم، يحبّ أن يخلد في بُرجه مستكبرا مستغنيا ومستعليا.. إلخ.
لذلك لا تعجب أُخَيَّ من أمر مليار ونصف من المسلمين لم يستطيعوا فعل أدنى شيء يحفظ ماء وجههم، ويجعلهم خلفاء الأرض بحقّ، رغم أدعيتهم التي ضجّت وسبّبت ضوضاء في هذا الكون.
لابد إذاً من تغيير رؤيتنا إلى طبيعة الأمور، بل ويجب أن نعلم ونتعلـّم مفاتيح الدعاء حتى ندخل البيوت من أبوابها.. ولا نكون سُذجا كالكبش ينطح الصخر معتقدا إيلامه، جاهلا ومتجاهلا ما يجلبه من ضرر لنفسه.
والله أعلم.
رد: من لا تعرفونه!
[size=18]
أخي الكريم يحي...حياك الله و وفق لما تحبه و نرضاه..
نعم لقد صدقت و أصبت يا يحي ..معالجة جيدة للموضوع و كل ما قد جئت به هو تحصيل حاصل لإعاض الناس عن كتابهم و هو كلام الله الذي يقرأ آناء الليل و أطراف النهار في كامل الدول الإسلامية ..تلاوتا ..و تجويدا..و ترتيلا...و حفظا ..و لا يكادون يفقهون حديثا...
و لقد وقعنا في فك بنوا إسرائيل الذين حذرنا الله منهم كي لا نقع فيما وقعوا فيه ..
أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُواْ لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ [البقرة : 75]
يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيراً مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ [المائدة : 15]
لاحظ جيدا أخي العزيز..
يحرفون... يخفون..و هذا فعلا ما وقع فيه أناس كثيرون...و لكم في الدعاة و المرشدون و الأئمة الحاليون ..ما تعنيه و تتضمنه اللآيتين أعلاه..
لنواصل معا و نتدبر هذه الآيات...
....فَمَا لِهَـؤُلاء الْقَوْمِ لاَ يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثاً [النساء : 78]
وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لاَ يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلاَّ أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ [البقرة : 78]
وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقاً يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُم بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ [آل عمران : 78]
آيات كثيرة و ردت في كتاب الله تشير و تنعت أن أناسا كثيرون ..!!!يومنون بالله و لكنهم مشركون ..لا يزالون متلبسين بالمعاصي و و يعيشون في أماني ..و لا يريدون الرجوع إلى الله و تدبر كتابهم كما أراد الله..
قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلُ كَانَ أَكْثَرُهُم مُّشْرِكِينَ [الروم : 42]
وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللّهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ [يوسف : 106]
و عندما تقرأ أو تلاحظ أن الله قد كرر في كتابه كلمة ( اكثرهم) 44 مرة..إلا وتصاب بالإغماء و الدهشة و الخوف من أن تكون من هؤلاء..!!!
اللهم اجعلنا من أقليتك الذين يخافونك ...و يعملون بكلامك
و لكم مني جزيل الشكر..
[/size]نعم لقد صدقت و أصبت يا يحي ..معالجة جيدة للموضوع و كل ما قد جئت به هو تحصيل حاصل لإعاض الناس عن كتابهم و هو كلام الله الذي يقرأ آناء الليل و أطراف النهار في كامل الدول الإسلامية ..تلاوتا ..و تجويدا..و ترتيلا...و حفظا ..و لا يكادون يفقهون حديثا...
و لقد وقعنا في فك بنوا إسرائيل الذين حذرنا الله منهم كي لا نقع فيما وقعوا فيه ..
أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُواْ لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ [البقرة : 75]
يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيراً مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ [المائدة : 15]
لاحظ جيدا أخي العزيز..
يحرفون... يخفون..و هذا فعلا ما وقع فيه أناس كثيرون...و لكم في الدعاة و المرشدون و الأئمة الحاليون ..ما تعنيه و تتضمنه اللآيتين أعلاه..
لنواصل معا و نتدبر هذه الآيات...
....فَمَا لِهَـؤُلاء الْقَوْمِ لاَ يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثاً [النساء : 78]
وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لاَ يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلاَّ أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ [البقرة : 78]
وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقاً يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُم بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ [آل عمران : 78]
آيات كثيرة و ردت في كتاب الله تشير و تنعت أن أناسا كثيرون ..!!!يومنون بالله و لكنهم مشركون ..لا يزالون متلبسين بالمعاصي و و يعيشون في أماني ..و لا يريدون الرجوع إلى الله و تدبر كتابهم كما أراد الله..
قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلُ كَانَ أَكْثَرُهُم مُّشْرِكِينَ [الروم : 42]
وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللّهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ [يوسف : 106]
و عندما تقرأ أو تلاحظ أن الله قد كرر في كتابه كلمة ( اكثرهم) 44 مرة..إلا وتصاب بالإغماء و الدهشة و الخوف من أن تكون من هؤلاء..!!!
اللهم اجعلنا من أقليتك الذين يخافونك ...و يعملون بكلامك
و لكم مني جزيل الشكر..
بلفاع- عدد المساهمات : 3
تاريخ التسجيل : 04/10/2009
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأحد ديسمبر 06, 2009 12:36 am من طرف ياسر
» قُلْ يَاأَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ ...
الجمعة ديسمبر 04, 2009 8:42 am من طرف أبونصر
» صور إخواننا في الصين في عيد الأضحى
الخميس ديسمبر 03, 2009 7:58 am من طرف يحي بن عيسى
» الإمام غالب الهنائي في ذمة الله
الثلاثاء ديسمبر 01, 2009 2:54 am من طرف يحي بن عيسى
» حول الدعوة إلى الله عز وجل
الإثنين نوفمبر 30, 2009 8:50 am من طرف أبو محسن
» مصطفى محمود: المرأة كتاب.. اقرأه بعقلك ولا تنظر لغلافه
الأحد نوفمبر 29, 2009 3:06 pm من طرف يحيى الاطرش
» عيدكم مبارك وكل عام وانتم بخير
الأحد نوفمبر 29, 2009 1:00 am من طرف خالد آل عبدالله
» مــــــــبـــــــــــاراة بريـــــــــــــــــــــئــــــــــــة
الجمعة نوفمبر 27, 2009 11:28 am من طرف أبو محسن
» هل نحن بحاجة إلى مراجعة فكرية لمنظومتنا التراثية؟
الأربعاء نوفمبر 25, 2009 12:44 pm من طرف يحيى الاطرش