المواضيع الأخيرة
الولاية والبراءة
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
الولاية والبراءة
عنوان سؤالي هذه المرة هو عن موضوع شائك طالما أعرض عنه مثقفونا الجدد، وطالما غُيّب عن كتابات الباحثين في قضايا الفكر والفقه... ولا أدري ما السبب؟ وماهي عواقب حديثهم عنه؟
المهم:
1- هل موضوع الولاية والبراءة يصنـّف ضمن أصول الدين (العقيدة)، أو هي من مسائل الفقه (التي يُجتهد فيها)؟
2- هل تناول القرآن الكريم هذا الموضوع بشكل كافٍ؟ وهل يمكن استقاؤه من القرآن دون مصادر أخرى؟
3- وما هو البعد الحضاري والآثار العملية لهذه المسألة: تطبيقا أو تخلـّـــيًا؟
4- ولماذا يتحاشى المُحْدَثون تناول هذه المسألة في بحوثهم ومحاضراتهم وندواتهم؟
5- وهل سنـُحاسَب إن غضضنا الطرف عن هذه القضية؟ أم أنها قضية فرعية من قبيل السفسطة والترف الفكري أو الفقهي؟
أتمنى أن يشاركني من له باعٌ في العلم ورسوخٌ في القرآن في تناول هذا الموضوع، بعيدا عن الآبائية أو التراشق بمخلـّفات الدين الوراثي.. ولكم مني جزيل الشكر والتقدير.
المهم:
1- هل موضوع الولاية والبراءة يصنـّف ضمن أصول الدين (العقيدة)، أو هي من مسائل الفقه (التي يُجتهد فيها)؟
2- هل تناول القرآن الكريم هذا الموضوع بشكل كافٍ؟ وهل يمكن استقاؤه من القرآن دون مصادر أخرى؟
3- وما هو البعد الحضاري والآثار العملية لهذه المسألة: تطبيقا أو تخلـّـــيًا؟
4- ولماذا يتحاشى المُحْدَثون تناول هذه المسألة في بحوثهم ومحاضراتهم وندواتهم؟
5- وهل سنـُحاسَب إن غضضنا الطرف عن هذه القضية؟ أم أنها قضية فرعية من قبيل السفسطة والترف الفكري أو الفقهي؟
أتمنى أن يشاركني من له باعٌ في العلم ورسوخٌ في القرآن في تناول هذا الموضوع، بعيدا عن الآبائية أو التراشق بمخلـّفات الدين الوراثي.. ولكم مني جزيل الشكر والتقدير.
رد: الولاية والبراءة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أخي العزيز قبل الدخول في موضوعك أود وضع هذه المقدمة عن الموضوع.
موضوع الولاية والبراءة يطرح من 3 جوانب:
الأولى: الجانب السياسي.
الثاني: الجانب العقدي.
الثالث: الجانب الفقهي.
أما الجانب الأول فيدرس مع استصحاب مفهوم النصرة في الولاية، فالله تعالى طرح الموضوع من هذا الجانب في عدة آيات في القرآن الكريم:
" الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا"
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (51) فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ"
" إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آَوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا مَا لَكُمْ مِنْ وَلَايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُوا وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (72) وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ"
وغيرها من الآيات
أما الجانب الثاني: العقدي، فالولاية لها معنى الحب والمودة، وهذا نابع من عقيدة الإنسان، فمهما كان المؤمن محبا لربه مدركا لآلائه واستحقاقه للعبادة مهما تولد فيه آليا شعور ببغض العاصي لأجل معصيته لله جل وعلا، تماما كما نتعامل مع من يسب والدينا مثلا، لأننا نعتقد أن لوالدينا نعمة علينا، وموالاة العاصي هنا تظهر في إشعاره بالأنس والحب والمودة وعدم نهيه عن منكره رغم إصراره عليه بحيث يستشعر موافقة على معصيته، :"ترَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ (80) وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ فَاسِقُونَ" "لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آَبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ" ، فهذه الولاية هي نتيجة مباشرة لإيمان المرء وحبه لربه، لأن الحب أمر نفسي عند الإنسان لا يلقن بالقواعد والاحكام، وإنما ينقدح ذلك الشعور انطلاقا من الإيمان بالله تعالى.
الجانب الثالث: الفقهي، حيث إن الله تعالى علمنا أحكاما في التعامل مع غير الولي، أولاها قضية الدعاء لهم بالرحمة مع إصرارهم على معاصيهم، لأن ذلك يخالف إرادة الله تعالى وقوانينه في الرحمة ولقد علمنا الله تعالى الدعاء الصحيح في قوله تعالى: "الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ"، وهذا التصور مبني على يقين المسلم ألا مغفرة لغير التائب، وهذا كله حسب الظاهر.
أما الحكم الفقهي الآخر المستنبط من قصة الثلاثة الذي خلفوا هي مسألة الهجران تعزيرا، فالعاصي المصر على معصيةٍ لم يرد فيها حد فقد رأى بعض العلماء جواز تعزيره بالهجران تأديبا له وصيانة للمجتمع من انتشار المعاصي، وقد استُعمل هذا التعزير كذلك في مخالفة القانون العام بناء على وجوب طاعة أولي الامر.
ولعلنا سنتوسع في هذه النقاط مستقبلا ونطرق موضوع تحديد المعاصي التي توجب البراءة من غيرها، وإن شاء الله سيدلي الإخوة بما لهم في هذا.
أخي العزيز قبل الدخول في موضوعك أود وضع هذه المقدمة عن الموضوع.
موضوع الولاية والبراءة يطرح من 3 جوانب:
الأولى: الجانب السياسي.
الثاني: الجانب العقدي.
الثالث: الجانب الفقهي.
أما الجانب الأول فيدرس مع استصحاب مفهوم النصرة في الولاية، فالله تعالى طرح الموضوع من هذا الجانب في عدة آيات في القرآن الكريم:
" الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا"
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (51) فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ"
" إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آَوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا مَا لَكُمْ مِنْ وَلَايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُوا وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (72) وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ"
وغيرها من الآيات
أما الجانب الثاني: العقدي، فالولاية لها معنى الحب والمودة، وهذا نابع من عقيدة الإنسان، فمهما كان المؤمن محبا لربه مدركا لآلائه واستحقاقه للعبادة مهما تولد فيه آليا شعور ببغض العاصي لأجل معصيته لله جل وعلا، تماما كما نتعامل مع من يسب والدينا مثلا، لأننا نعتقد أن لوالدينا نعمة علينا، وموالاة العاصي هنا تظهر في إشعاره بالأنس والحب والمودة وعدم نهيه عن منكره رغم إصراره عليه بحيث يستشعر موافقة على معصيته، :"ترَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ (80) وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ فَاسِقُونَ" "لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آَبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ" ، فهذه الولاية هي نتيجة مباشرة لإيمان المرء وحبه لربه، لأن الحب أمر نفسي عند الإنسان لا يلقن بالقواعد والاحكام، وإنما ينقدح ذلك الشعور انطلاقا من الإيمان بالله تعالى.
الجانب الثالث: الفقهي، حيث إن الله تعالى علمنا أحكاما في التعامل مع غير الولي، أولاها قضية الدعاء لهم بالرحمة مع إصرارهم على معاصيهم، لأن ذلك يخالف إرادة الله تعالى وقوانينه في الرحمة ولقد علمنا الله تعالى الدعاء الصحيح في قوله تعالى: "الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ"، وهذا التصور مبني على يقين المسلم ألا مغفرة لغير التائب، وهذا كله حسب الظاهر.
أما الحكم الفقهي الآخر المستنبط من قصة الثلاثة الذي خلفوا هي مسألة الهجران تعزيرا، فالعاصي المصر على معصيةٍ لم يرد فيها حد فقد رأى بعض العلماء جواز تعزيره بالهجران تأديبا له وصيانة للمجتمع من انتشار المعاصي، وقد استُعمل هذا التعزير كذلك في مخالفة القانون العام بناء على وجوب طاعة أولي الامر.
ولعلنا سنتوسع في هذه النقاط مستقبلا ونطرق موضوع تحديد المعاصي التي توجب البراءة من غيرها، وإن شاء الله سيدلي الإخوة بما لهم في هذا.
أبونصر- مشرف
- عدد المساهمات : 101
تاريخ التسجيل : 30/08/2009
إضافة إلى ما سبق
تحية طيبة خالصة:
لا أدري كيف أشكرك أستاذ أبو نصر.. حقا كان تفصيلا رائعا ومنهجيا لهذه المسألة، وأريد أن أضيف بعض الاستفسارات لو تفضلتم:
- سبق وأن قرأت كتابا لأحد المثقفين وهو: الصراع الأبدي/ زكريا المحرّمي.. وقد أورد مسألة الولاية والبراءة على اعتبار أنها مسألة سياسية بين المسلمين وغيرهم من الكفار، ولا تتعلق بأمر الحب والبغض القلبي، بحيث ضرب مثالا عن الزواج من الكتابيات وأنه لا يمكن الزواج من امرأة بغير ما حبّ لها على الرغم من أنها كتابية وتدين بدين غير الإسلام، فما بالنا نحن بمسلمين موحّدين يتشهّدون بالشهادتين!
فهل هذا التحليل مقبول، وما أثره وبعده العملي والواقعي؟ والغريب أنه وجدت في أوساطنا المثقفة من تلقف هذه النظرية بشغف كبير وصار يروج لها وكأنها الحلّ السحري الذي كان مفقودا من زمان... فما السبب يا ترى؟
- وقضية أخرى هي تقسيم المعاصي: فإذا أقررنا بضرورة تطبيق مبدأي الولاية والبراءة حتى على عصاة الموحّدين وفسّاقهم وطغاتهم، فهل هناك تمييز بين المعاصي العَـقدية (التصورات الإيمانية)، والمعاصي القلبية (أمراض القلوب)، والمعاصي القولية، والمعاصي السلوكية العملية؟ وهل يفضي هذا التمييز -إن كان مقبولا- إلى أحكام خاصة مختلفة في مسألة الولاية والبراءة؟
- وأين نضع مبررات أخرى -توضع أحيانا بعمد أو عن حسن نية- في التعامل مع هاته المسألة: كالوحدة بين المسلمين، وأننا جميعا أبناء ملة واحدة (وكلنا نقرّ بإله واحد ونبيّ واحد) لتبرير موقف الولاية المطلقة لكل المسلمين مهما كانت صفتهم؟
- وكيف يمكن للدعاة والمسلمين الأسوياء، أن يتصرفوا -وفق مبدأ الولاية والبراءة- مع العُصاة والمجاهرين: أقصد هل يمكن أن تدعو شخصا وأنت تكنّ له بغضا شديدا وفي نفس الوقت تدعوه بكل حبّ وشفقة ورِقـّة؟
والله الموفق.
لا أدري كيف أشكرك أستاذ أبو نصر.. حقا كان تفصيلا رائعا ومنهجيا لهذه المسألة، وأريد أن أضيف بعض الاستفسارات لو تفضلتم:
- سبق وأن قرأت كتابا لأحد المثقفين وهو: الصراع الأبدي/ زكريا المحرّمي.. وقد أورد مسألة الولاية والبراءة على اعتبار أنها مسألة سياسية بين المسلمين وغيرهم من الكفار، ولا تتعلق بأمر الحب والبغض القلبي، بحيث ضرب مثالا عن الزواج من الكتابيات وأنه لا يمكن الزواج من امرأة بغير ما حبّ لها على الرغم من أنها كتابية وتدين بدين غير الإسلام، فما بالنا نحن بمسلمين موحّدين يتشهّدون بالشهادتين!
فهل هذا التحليل مقبول، وما أثره وبعده العملي والواقعي؟ والغريب أنه وجدت في أوساطنا المثقفة من تلقف هذه النظرية بشغف كبير وصار يروج لها وكأنها الحلّ السحري الذي كان مفقودا من زمان... فما السبب يا ترى؟
- وقضية أخرى هي تقسيم المعاصي: فإذا أقررنا بضرورة تطبيق مبدأي الولاية والبراءة حتى على عصاة الموحّدين وفسّاقهم وطغاتهم، فهل هناك تمييز بين المعاصي العَـقدية (التصورات الإيمانية)، والمعاصي القلبية (أمراض القلوب)، والمعاصي القولية، والمعاصي السلوكية العملية؟ وهل يفضي هذا التمييز -إن كان مقبولا- إلى أحكام خاصة مختلفة في مسألة الولاية والبراءة؟
- وأين نضع مبررات أخرى -توضع أحيانا بعمد أو عن حسن نية- في التعامل مع هاته المسألة: كالوحدة بين المسلمين، وأننا جميعا أبناء ملة واحدة (وكلنا نقرّ بإله واحد ونبيّ واحد) لتبرير موقف الولاية المطلقة لكل المسلمين مهما كانت صفتهم؟
- وكيف يمكن للدعاة والمسلمين الأسوياء، أن يتصرفوا -وفق مبدأ الولاية والبراءة- مع العُصاة والمجاهرين: أقصد هل يمكن أن تدعو شخصا وأنت تكنّ له بغضا شديدا وفي نفس الوقت تدعوه بكل حبّ وشفقة ورِقـّة؟
والله الموفق.
رد: الولاية والبراءة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أسئلة مهمة جدا أخي العزيز، ولي وقفة معها إن شاء الله تعالى بعد أن أنتهي من بعض الاختبارات، دعواتكم لنا بالتوفيق.
أسئلة مهمة جدا أخي العزيز، ولي وقفة معها إن شاء الله تعالى بعد أن أنتهي من بعض الاختبارات، دعواتكم لنا بالتوفيق.
أبونصر- مشرف
- عدد المساهمات : 101
تاريخ التسجيل : 30/08/2009
رد: الولاية والبراءة
ما شاء الله أخي العزيز أبو نصر
أنا جد شاكر لك على تفاعلك الإيجابي
وأسأل الله ربي لك كل التوفيق فيما يحبه ويرضاه
تقبل تحياتي الخالصة في انتظار ردّك وجوابك.. وشكرا جزيلا.
أنا جد شاكر لك على تفاعلك الإيجابي
وأسأل الله ربي لك كل التوفيق فيما يحبه ويرضاه
تقبل تحياتي الخالصة في انتظار ردّك وجوابك.. وشكرا جزيلا.
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأحد ديسمبر 06, 2009 12:36 am من طرف ياسر
» قُلْ يَاأَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ ...
الجمعة ديسمبر 04, 2009 8:42 am من طرف أبونصر
» صور إخواننا في الصين في عيد الأضحى
الخميس ديسمبر 03, 2009 7:58 am من طرف يحي بن عيسى
» الإمام غالب الهنائي في ذمة الله
الثلاثاء ديسمبر 01, 2009 2:54 am من طرف يحي بن عيسى
» حول الدعوة إلى الله عز وجل
الإثنين نوفمبر 30, 2009 8:50 am من طرف أبو محسن
» مصطفى محمود: المرأة كتاب.. اقرأه بعقلك ولا تنظر لغلافه
الأحد نوفمبر 29, 2009 3:06 pm من طرف يحيى الاطرش
» عيدكم مبارك وكل عام وانتم بخير
الأحد نوفمبر 29, 2009 1:00 am من طرف خالد آل عبدالله
» مــــــــبـــــــــــاراة بريـــــــــــــــــــــئــــــــــــة
الجمعة نوفمبر 27, 2009 11:28 am من طرف أبو محسن
» هل نحن بحاجة إلى مراجعة فكرية لمنظومتنا التراثية؟
الأربعاء نوفمبر 25, 2009 12:44 pm من طرف يحيى الاطرش