المواضيع الأخيرة
بداية الصوم تكون بالتفريق بين الخيط الأبيض من الخيط الأسود، ونهايته يجب أن تكون كذلك.
+5
ابن زنغيل
صالح
مصطفى
أبونصر
daddi
9 مشترك
صفحة 1 من اصل 2
صفحة 1 من اصل 2 • 1, 2
بداية الصوم تكون بالتفريق بين الخيط الأبيض من الخيط الأسود، ونهايته يجب أن تكون كذلك.
بداية الصوم تكون بالتفريق بين الخيط الأبيض من الخيط الأسود، ونهايته يجب أن تكون كذلك.
عزمت بسم الله،
السلام عليكم و رحمة الله، هذا المقال نشر في موقع أهل القرآن 08 سبتمبر 2007. وهذا هو الرابط: http://www.ahl-alquran.com/arabic/show_article.php?main_id=2361#10900 . وأعيد نشره مع بعض التعديل على هذا الرابط: http://www.ahl-alquran.com/arabic/show_article.php?main_id=5605
أود أن أضع بين أيديكم موضوعا للنقاش راجيا من المولى تعالى أن يهدينا إلى سواء السبيل، ويعيننا إلى العودة إلى حديثه القطعي المبين المفصل الذي لا ريب فيه وهو هدى للمتقين.
يقول العليم الحكيم: وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمْ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنْ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنْ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ."178" البقرة.
ـ ما معنى أمره سبحانه: وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمْ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنْ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنْ الْفَجْرِ.
ـ ما معنى قوله تعالى: ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ؟
ـ لأن العليم لم يقل ( ثم أتموا الصيام) إلى غروب الشمس، بل قال سبحانه: " ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ"، ومن المفروض أن خطاب الله تعالى واضح ومفهوم ولا يمكن أن يختلف في ذلك اثنان، فمتى يكون الليل؟
ـ هل بمجرد أن يختفي قرص الشمس يعتبر ذلك من الليل؟
ـ هل المسلمون الموجه إليهم حديث الله هل هم متفقون على ماهية الليل و بدايته؟
ـ هل بداية يوم الصيام التي أمر الله بها تكون ببيان الخيط الأبيض من الخيط الأسود، أم تكون البداية ببزوغ قرص الشمس؟
ـ إذا كانت بداية الصوم بظهور الخيط الأبيض من الفجر فلماذا تكون نهاية الصوم بغروب قرص الشمس؟ ولا نجد في أمر الله ذكرا لغروب الشمس بل قال سبحانه : " ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ"؟
ـ هل مجرد غياب قرص الشمس وراء تلة ما يعتبر ذلك من الليل؟
ـ ألا يعتبر ما جرت عليه العادة بتعجيل الإفطار بمجرد احتجاب قرص الشمس مخالفا لأمر الله تعالى وحدوده؟
ـ هل هذه الآية العظيمة غير واضحة و غير مفصلة تفصيلا دقيقا؟ (ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ ).
ـ ما معنى أن نبدأ الإمساك في بداية النهار بظهور الخيط الأبيض من الخيط الأسود، ولا يكون مثل ذلك تماما بالنسبة للإفطار؟ أي باختفاء الخيط الأبيض ليدخل الليل، لأن الله تعالى حدد وقت الصيام في النهار. يقول المولى سبحانه: أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ... وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمْ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنْ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنْ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ... كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ(187). البقرة.
ـ إذا كانت بداية الصوم ببيان الخيط الأبيض من الخيط الأسود، فلماذا لا يكون نفس الشيء بالنسبة للإفطار، فيكون حين يتبين الخيط الأسود من الخيط الأبيض؟ ويكون بذلك قد أتممنا الصيام إلى الليل، كما بدأناه في الفجر مؤتمرين بأمر الله تعالى؟ فلا أجد علاقة لشروق الشمس وغروبها بالنسبة للصوم، فمن الذي غير من حدود الله؟؟؟
ـ مع الأسف المؤذنون يعتمدون على الرواية عن رسول الله، " عليه أصلي و أسلم" و من بين هذه الروايات حديث ( لا تزال أمتي بخير ما عجلوا الفطور و أخروا السحور).
صحيح البخاري ج 2ص 692 رقم 1856، موطأ الإمام مالك ج 1 ص 288/289.
ـ أقترح أن يكون الإفطار بعد صلاة المغرب، فيكون بذلك قد أتممنا الصيام إلى الليل.
هنيئا لمن صام من طلوع الفجر ثم أتم الصيام إلى الليل، وهنيئا لمن اقتنع بغير ذلك، لأن الله تعالى سوف يحكم بيننا فيما نحن فيه مختلفون.
والسلام على من اتبع هدى الله.
عزمت بسم الله،
السلام عليكم و رحمة الله، هذا المقال نشر في موقع أهل القرآن 08 سبتمبر 2007. وهذا هو الرابط: http://www.ahl-alquran.com/arabic/show_article.php?main_id=2361#10900 . وأعيد نشره مع بعض التعديل على هذا الرابط: http://www.ahl-alquran.com/arabic/show_article.php?main_id=5605
أود أن أضع بين أيديكم موضوعا للنقاش راجيا من المولى تعالى أن يهدينا إلى سواء السبيل، ويعيننا إلى العودة إلى حديثه القطعي المبين المفصل الذي لا ريب فيه وهو هدى للمتقين.
يقول العليم الحكيم: وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمْ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنْ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنْ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ."178" البقرة.
ـ ما معنى أمره سبحانه: وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمْ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنْ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنْ الْفَجْرِ.
ـ ما معنى قوله تعالى: ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ؟
ـ لأن العليم لم يقل ( ثم أتموا الصيام) إلى غروب الشمس، بل قال سبحانه: " ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ"، ومن المفروض أن خطاب الله تعالى واضح ومفهوم ولا يمكن أن يختلف في ذلك اثنان، فمتى يكون الليل؟
ـ هل بمجرد أن يختفي قرص الشمس يعتبر ذلك من الليل؟
ـ هل المسلمون الموجه إليهم حديث الله هل هم متفقون على ماهية الليل و بدايته؟
ـ هل بداية يوم الصيام التي أمر الله بها تكون ببيان الخيط الأبيض من الخيط الأسود، أم تكون البداية ببزوغ قرص الشمس؟
ـ إذا كانت بداية الصوم بظهور الخيط الأبيض من الفجر فلماذا تكون نهاية الصوم بغروب قرص الشمس؟ ولا نجد في أمر الله ذكرا لغروب الشمس بل قال سبحانه : " ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ"؟
ـ هل مجرد غياب قرص الشمس وراء تلة ما يعتبر ذلك من الليل؟
ـ ألا يعتبر ما جرت عليه العادة بتعجيل الإفطار بمجرد احتجاب قرص الشمس مخالفا لأمر الله تعالى وحدوده؟
ـ هل هذه الآية العظيمة غير واضحة و غير مفصلة تفصيلا دقيقا؟ (ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ ).
ـ ما معنى أن نبدأ الإمساك في بداية النهار بظهور الخيط الأبيض من الخيط الأسود، ولا يكون مثل ذلك تماما بالنسبة للإفطار؟ أي باختفاء الخيط الأبيض ليدخل الليل، لأن الله تعالى حدد وقت الصيام في النهار. يقول المولى سبحانه: أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ... وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمْ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنْ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنْ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ... كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ(187). البقرة.
ـ إذا كانت بداية الصوم ببيان الخيط الأبيض من الخيط الأسود، فلماذا لا يكون نفس الشيء بالنسبة للإفطار، فيكون حين يتبين الخيط الأسود من الخيط الأبيض؟ ويكون بذلك قد أتممنا الصيام إلى الليل، كما بدأناه في الفجر مؤتمرين بأمر الله تعالى؟ فلا أجد علاقة لشروق الشمس وغروبها بالنسبة للصوم، فمن الذي غير من حدود الله؟؟؟
ـ مع الأسف المؤذنون يعتمدون على الرواية عن رسول الله، " عليه أصلي و أسلم" و من بين هذه الروايات حديث ( لا تزال أمتي بخير ما عجلوا الفطور و أخروا السحور).
صحيح البخاري ج 2ص 692 رقم 1856، موطأ الإمام مالك ج 1 ص 288/289.
ـ أقترح أن يكون الإفطار بعد صلاة المغرب، فيكون بذلك قد أتممنا الصيام إلى الليل.
هنيئا لمن صام من طلوع الفجر ثم أتم الصيام إلى الليل، وهنيئا لمن اقتنع بغير ذلك، لأن الله تعالى سوف يحكم بيننا فيما نحن فيه مختلفون.
والسلام على من اتبع هدى الله.
رد: بداية الصوم تكون بالتفريق بين الخيط الأبيض من الخيط الأسود، ونهايته يجب أن تكون كذلك.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أخانا الكريم، ومرحبا بك في منتدانا، ونفعنا الله مما علمك.
أشكرك على إثارة هذا الموضوع الذي يتعلق بركن من أركان الشريعة وهو الصيام، والتثبت في ذلك واجب، وأود أن أشارك بهذه المداخلة البسيطة علها تساهم في إيضاح الموضوع.
أولا: لقد طرح أحد الكتاب قبل أيام هذا الموضوع ضمن مجموعة من الإشكالات حول رمضان، وذهب إلى ذهبتم إليه من الرأي، والموضوع بعنوان: قراءة متأنية في مضامين الآية - ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ، لمروان محمد عبد الهادي، على هذا الرابط:http://pulpit.alwatanvoice.com/content-173391.html
ثانيا: أتصور أن البحث ينحصر في معنى الليل في لغة العرب وفي السياق القرآني العام، وأما المقابلة بين تبيُّن الخيط الأبيض من الأسود في الإمساك وضرورة تطبيق ذلك في الإفطار فلا أتصور أن سياق الآية يشير إلى ذلك، لان الآية أطلقت "الليل"، وقيدت وقت الإمساك بالفجر وبتبيُّن الخيط الأبيض من الأسود، ولا يمكن تحميل النص أكثر مما يحمل.
وبنظرة سريعة لكلمة "الليل " في القرآن نجد أن الله تعالى جعل الشمس دليلا على النهار والقمر دليلا على الليل، كقوله تعالى: " لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ"، و "خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى أَلَا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ" ، و"وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا"، وغيرها من الآيات، وفي بعض الآيات إشارة إلى أن آناء الليل وأطراف النهار يتحدد بطلوع الشمس وغروبها كقوله تعالى:"فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آَنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى" وقوله"
إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا إِنَّ لَكَ فِي النَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلًا وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا" ( الآية فيها الليل والنهار والمشرق والمغرب)، وغير ذلك.
بل وحتى لو استحضرنا المقابلة التي أجريتها فإني أتصور أن آية الصيام تدل بوضوح على أن بداية الصيام تكون ببداية إطلالة النهار ويعنى ذلك الخيط الأبيض الأول للنهار، والإفطار كذلك يكون ببداية إطلالة الليل وهو الخيط الأسود من الليل من جهة الشرق وقت الغروب، وليس بنهاية النهار بحيث تسود السماء كليا، وهذه مقابلة واضحة، ولعلك بنيت على أن الصوم يكون من بداية إطلالة النهار إلى نهايته، لكن الآية حددت الغاية بالليل والغاية تتحدد بالبداية، هذا لأن الليل والنهار كما هو معلوم متداخلان: "أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَأَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ"، و "خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى أَلَا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ"
هذا والعلم لله، والله ولي التوفيق.
أشكرك على إثارة هذا الموضوع الذي يتعلق بركن من أركان الشريعة وهو الصيام، والتثبت في ذلك واجب، وأود أن أشارك بهذه المداخلة البسيطة علها تساهم في إيضاح الموضوع.
أولا: لقد طرح أحد الكتاب قبل أيام هذا الموضوع ضمن مجموعة من الإشكالات حول رمضان، وذهب إلى ذهبتم إليه من الرأي، والموضوع بعنوان: قراءة متأنية في مضامين الآية - ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ، لمروان محمد عبد الهادي، على هذا الرابط:http://pulpit.alwatanvoice.com/content-173391.html
ثانيا: أتصور أن البحث ينحصر في معنى الليل في لغة العرب وفي السياق القرآني العام، وأما المقابلة بين تبيُّن الخيط الأبيض من الأسود في الإمساك وضرورة تطبيق ذلك في الإفطار فلا أتصور أن سياق الآية يشير إلى ذلك، لان الآية أطلقت "الليل"، وقيدت وقت الإمساك بالفجر وبتبيُّن الخيط الأبيض من الأسود، ولا يمكن تحميل النص أكثر مما يحمل.
وبنظرة سريعة لكلمة "الليل " في القرآن نجد أن الله تعالى جعل الشمس دليلا على النهار والقمر دليلا على الليل، كقوله تعالى: " لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ"، و "خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى أَلَا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ" ، و"وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا"، وغيرها من الآيات، وفي بعض الآيات إشارة إلى أن آناء الليل وأطراف النهار يتحدد بطلوع الشمس وغروبها كقوله تعالى:"فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آَنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى" وقوله"
إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا إِنَّ لَكَ فِي النَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلًا وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا" ( الآية فيها الليل والنهار والمشرق والمغرب)، وغير ذلك.
بل وحتى لو استحضرنا المقابلة التي أجريتها فإني أتصور أن آية الصيام تدل بوضوح على أن بداية الصيام تكون ببداية إطلالة النهار ويعنى ذلك الخيط الأبيض الأول للنهار، والإفطار كذلك يكون ببداية إطلالة الليل وهو الخيط الأسود من الليل من جهة الشرق وقت الغروب، وليس بنهاية النهار بحيث تسود السماء كليا، وهذه مقابلة واضحة، ولعلك بنيت على أن الصوم يكون من بداية إطلالة النهار إلى نهايته، لكن الآية حددت الغاية بالليل والغاية تتحدد بالبداية، هذا لأن الليل والنهار كما هو معلوم متداخلان: "أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَأَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ"، و "خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى أَلَا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ"
هذا والعلم لله، والله ولي التوفيق.
أبونصر- مشرف
- عدد المساهمات : 101
تاريخ التسجيل : 30/08/2009
رد: بداية الصوم تكون بالتفريق بين الخيط الأبيض من الخيط الأسود، ونهايته يجب أن تكون كذلك.
عزمت بسم الله،
بداية هنيئا لكم أخي الفاضل منتداكم هذا، وشكرا على ترحيبكم بي فيه، وأرجو أن أستفيد منكم وأتعلم.
قلتم:
أتصور أن البحث ينحصر في معنى الليل في لغة العرب وفي السياق القرآني العام، وأما المقابلة بين تبيُّن الخيط الأبيض من الأسود في الإمساك وضرورة تطبيق ذلك في الإفطار فلا أتصور أن سياق الآية يشير إلى ذلك، لان الآية أطلقت "الليل"، وقيدت وقت الإمساك بالفجر وبتبيُّن الخيط الأبيض من الأسود، ولا يمكن تحميل النص أكثر مما يحمل.
ـ معذرة سيدي الكريم، هل يعقل أن يحكم العليم الحكيم حكما بدايته تكون مقيدا ونهايته تكون مطلقة؟ بالنسبة لي لا أعتقد ذلك، لأن الله تعالى يقول: وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا(12). الإسراء.
قلتم:
وبنظرة سريعة لكلمة "الليل " في القرآن نجد أن الله تعالى جعل الشمس دليلا على النهار والقمر دليلا على الليل، كقوله تعالى: " لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ"، و "خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى أَلَا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ.
ـ حسب كتاب الله تعالى الكوكب هو دليل الليل وليس القمر، فلما جن عليه الليل أي انتهى نور الشمس تماما وبدأ الظلام رأى كوكبا. (فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ)(76) الأنعام.
• أما القمر فهو يُرى حتى في وضح النهار وقبل غروب الشمس.
هذا دليل صنع الله تعالى الذي أتقن كل شيء، لأن الشيء الكروي لابد وأن تكون له بداية ونهاية محدودة.
• فإذا كان المولى تعالى يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل، فهذا دليل على مساواتهما من حيث البداية والنهاية، فيولج المولى تعالى الليل في النهار ويولج النهار في الليل، وإيلاجهما يكون تدريجيا فلا الليل سابق النهار ولا النهار سابق الليل، وهذا ما يؤكد على وجوب بداية الصوم ببداية خيط النهار إلى نهايته، أي بعد أن يلج المولى تعالى النهار في الليل، لذلك قال سبحانه: ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ. فالأمر ( أتموا) يعني إتمام الصوم (إلى الليل)، فلو كان المولى تعالى أراد أن تكون نهاية الصوم بغروب الشمس لما قال سبحانه (ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ.) والقرآن هو كتاب مبين مفصل، إلا أن الموروث مما نسب إلى الرسول عليه السلام قد حجب عن المؤمنين التدبر والتفكر بقلب سليم في كتاب الله تعالى، فهُجر وصُد عنه إلى غير ما أنزل الله تعالى من الكتاب. والله أعلم بالحق.
قلتم:
بل وحتى لو استحضرنا المقابلة التي أجريتها فإني أتصور أن آية الصيام تدل بوضوح على أن بداية الصيام تكون ببداية إطلالة النهار ويعنى ذلك الخيط الأبيض الأول للنهار، والإفطار كذلك يكون ببداية إطلالة الليل وهو الخيط الأسود من الليل من جهة الشرق وقت الغروب، وليس بنهاية النهار بحيث تسود السماء كليا، وهذه مقابلة واضحة، ولعلك بنيت على أن الصوم يكون من بداية إطلالة النهار إلى نهايته، لكن الآية حددت الغاية بالليل والغاية تتحدد بالبداية.
ـ أولا: أخي الفاضل كيف تبدأ الصيام ببداية إطلال النهار، وطبعا تكون من الشرق حسب قولكم، وتريد أن يكون الإفطار ببداية إطلال الليل من الشرق كذلك!!!، ألا يكون في وجهة نظركم هذه شيء من النقص، إذ كيف تكون البداية والنهاية من الشرق والأرض كروية فأين إكمال الصيام إلى الليل بهذا المنطق؟
ثانيأ: كل ما تفضلت به أخي الكريم معقول جدا لو لم يقل المولى تعالى: (ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ.) أريد منكم شرحا لمعنى (أَتِمُّوا ) (إِلَى اللَّيْلِ) فإذا كان معنى ( أتموا ... إلى الليل) لا تعني الإتمام والتحديد والتقيد كما هو مقيد في بداية الصوم، فقولك أعلاه معقول جدا ولا غبار عليه، أما إذا كان لقوله تعالى: (ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ.) يعني إتمام الصيام إلى الليل ولا يجوز الإفطار قبل ذلك، ولم يحدد المولى تعالى ذلك بغروب الشمس وهو الفعال لما يريد، فعلينا أن نبحث معا عن الحقيقة والحكم يعود إلى كتاب الله لحسم الخلاف.
والسلام عليكم.
بداية هنيئا لكم أخي الفاضل منتداكم هذا، وشكرا على ترحيبكم بي فيه، وأرجو أن أستفيد منكم وأتعلم.
قلتم:
أتصور أن البحث ينحصر في معنى الليل في لغة العرب وفي السياق القرآني العام، وأما المقابلة بين تبيُّن الخيط الأبيض من الأسود في الإمساك وضرورة تطبيق ذلك في الإفطار فلا أتصور أن سياق الآية يشير إلى ذلك، لان الآية أطلقت "الليل"، وقيدت وقت الإمساك بالفجر وبتبيُّن الخيط الأبيض من الأسود، ولا يمكن تحميل النص أكثر مما يحمل.
ـ معذرة سيدي الكريم، هل يعقل أن يحكم العليم الحكيم حكما بدايته تكون مقيدا ونهايته تكون مطلقة؟ بالنسبة لي لا أعتقد ذلك، لأن الله تعالى يقول: وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا(12). الإسراء.
قلتم:
وبنظرة سريعة لكلمة "الليل " في القرآن نجد أن الله تعالى جعل الشمس دليلا على النهار والقمر دليلا على الليل، كقوله تعالى: " لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ"، و "خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى أَلَا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ.
ـ حسب كتاب الله تعالى الكوكب هو دليل الليل وليس القمر، فلما جن عليه الليل أي انتهى نور الشمس تماما وبدأ الظلام رأى كوكبا. (فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ)(76) الأنعام.
• أما القمر فهو يُرى حتى في وضح النهار وقبل غروب الشمس.
هذا دليل صنع الله تعالى الذي أتقن كل شيء، لأن الشيء الكروي لابد وأن تكون له بداية ونهاية محدودة.
• فإذا كان المولى تعالى يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل، فهذا دليل على مساواتهما من حيث البداية والنهاية، فيولج المولى تعالى الليل في النهار ويولج النهار في الليل، وإيلاجهما يكون تدريجيا فلا الليل سابق النهار ولا النهار سابق الليل، وهذا ما يؤكد على وجوب بداية الصوم ببداية خيط النهار إلى نهايته، أي بعد أن يلج المولى تعالى النهار في الليل، لذلك قال سبحانه: ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ. فالأمر ( أتموا) يعني إتمام الصوم (إلى الليل)، فلو كان المولى تعالى أراد أن تكون نهاية الصوم بغروب الشمس لما قال سبحانه (ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ.) والقرآن هو كتاب مبين مفصل، إلا أن الموروث مما نسب إلى الرسول عليه السلام قد حجب عن المؤمنين التدبر والتفكر بقلب سليم في كتاب الله تعالى، فهُجر وصُد عنه إلى غير ما أنزل الله تعالى من الكتاب. والله أعلم بالحق.
قلتم:
بل وحتى لو استحضرنا المقابلة التي أجريتها فإني أتصور أن آية الصيام تدل بوضوح على أن بداية الصيام تكون ببداية إطلالة النهار ويعنى ذلك الخيط الأبيض الأول للنهار، والإفطار كذلك يكون ببداية إطلالة الليل وهو الخيط الأسود من الليل من جهة الشرق وقت الغروب، وليس بنهاية النهار بحيث تسود السماء كليا، وهذه مقابلة واضحة، ولعلك بنيت على أن الصوم يكون من بداية إطلالة النهار إلى نهايته، لكن الآية حددت الغاية بالليل والغاية تتحدد بالبداية.
ـ أولا: أخي الفاضل كيف تبدأ الصيام ببداية إطلال النهار، وطبعا تكون من الشرق حسب قولكم، وتريد أن يكون الإفطار ببداية إطلال الليل من الشرق كذلك!!!، ألا يكون في وجهة نظركم هذه شيء من النقص، إذ كيف تكون البداية والنهاية من الشرق والأرض كروية فأين إكمال الصيام إلى الليل بهذا المنطق؟
ثانيأ: كل ما تفضلت به أخي الكريم معقول جدا لو لم يقل المولى تعالى: (ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ.) أريد منكم شرحا لمعنى (أَتِمُّوا ) (إِلَى اللَّيْلِ) فإذا كان معنى ( أتموا ... إلى الليل) لا تعني الإتمام والتحديد والتقيد كما هو مقيد في بداية الصوم، فقولك أعلاه معقول جدا ولا غبار عليه، أما إذا كان لقوله تعالى: (ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ.) يعني إتمام الصيام إلى الليل ولا يجوز الإفطار قبل ذلك، ولم يحدد المولى تعالى ذلك بغروب الشمس وهو الفعال لما يريد، فعلينا أن نبحث معا عن الحقيقة والحكم يعود إلى كتاب الله لحسم الخلاف.
والسلام عليكم.
رد: بداية الصوم تكون بالتفريق بين الخيط الأبيض من الخيط الأسود، ونهايته يجب أن تكون كذلك.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أخي الكريم.
أولا يا أخي قولي بأن الآية قيدت الفجر وأطلقت الليل أعني به التقييد والإطلاق الأصوليين في البحث اللفظي، ولا يعني ذلك عدم تحديد الوقت، وإلا فإن الوقت محدد بأداة الغاية "إلى"، ومعلوم أن أداة الغاية إن دلت على ممتد في الزمان والمكان كان بداية الحكم بالحد المبدئي لدخول تلك المدة أو المكان، فلو قلت لأحد : لك حق المكوث في هذا المكان إلى يوم غد" فلك حق طرده بدخول أول لحظة من "الغد"، أما تقييد الفجر فهو تقييد مؤكد وشارح لمعنى الفجر، لذا قلت إن البحث ينصب على معنى الليل في القرآن وفي لغة العرب، ومتى حددنا معنى الليل كان إتمام الصوم بدخول أول لحظة في الليل.
وعلامة الليل هي الكواكب عموما ومن بينها القمر، والمقصود بالقمر أن يكون نورا، لا كما تراه نهارا، " وجعل القمر فيهن نورا وجعل الشمس سراجا"، وليس العبرة بالوجود في السماء لأن الكواكب دائما في السماء، على أن بحثنا ليس في القمر والكواكب بل في غروب الشمس الذي به تبدأ الكواكب بالإنارة، لأنه لا القمر ولا الكواكب تحدد مبدأ الليل بدقة.
أما أتموا فهي مسندة إلى الصوم ليس لا إلى النهار ولا إلى الليل حتى تبني عليها حكما ميقاتيا، أما تحديد وقت الإتمام فيؤخذ من كلمة " إلى"، وتحديده لابد وأن ينطلق من تحديد كلمة الليل، ويمكن إجراء مقابلة في الآية بأن يكون الإفطار لما يتبين الخيط الأسود من الخيط الأبيض، وواضح أن ذلك يكون من الشرق لأن " طلوع" الفجر والليل يكون من الشرق.
وهذا الأمر جلي لأن الله تعالى اعتبر نهاية الليل وبداية الإمساك بطلوع أول خيط من النهار وكذلك اعتبر نهاية النهار وبداية الإفطار بظهور أول خيط من الليل المتحقق عند الغروب، وهذا عين التمام والدقة.
فواضح أن الآية فيها معنى الإفطار وقت الغروب، وتقويها السنة العملية المتواترة، إذ لم نسمع خلافا في هذه المسألة رغم أن الأمة كانت تصوم جيلا بعد جيل من وقت النبي -صلى الله عليه وسلم-، أيعقل أنه في عصر من العصور بعد موت النبي اتحد العلماء ومن جميع المذاهب والطوائف المتخالفة وقرروا أن يغيروا للناس وقت إفطارهم لأجل رواية سمعوها إن هذا لامر غريب، وإن حدث فهذا يجعلنا نشك في كثير من المتواترات! كعدد الصلوات وعدد الركعات وغير ذلك.
فأرجو أن تبين لنا منهجك في التعامل مع السنة بأقسامها، القولية والعملية، الآحاد والمتواتر، فهذا سيجلي لنا اللبس في كثير من المسائل الجزئية التي أصل الخلاف فيها من الخلاف في المنهج.
أولا يا أخي قولي بأن الآية قيدت الفجر وأطلقت الليل أعني به التقييد والإطلاق الأصوليين في البحث اللفظي، ولا يعني ذلك عدم تحديد الوقت، وإلا فإن الوقت محدد بأداة الغاية "إلى"، ومعلوم أن أداة الغاية إن دلت على ممتد في الزمان والمكان كان بداية الحكم بالحد المبدئي لدخول تلك المدة أو المكان، فلو قلت لأحد : لك حق المكوث في هذا المكان إلى يوم غد" فلك حق طرده بدخول أول لحظة من "الغد"، أما تقييد الفجر فهو تقييد مؤكد وشارح لمعنى الفجر، لذا قلت إن البحث ينصب على معنى الليل في القرآن وفي لغة العرب، ومتى حددنا معنى الليل كان إتمام الصوم بدخول أول لحظة في الليل.
وعلامة الليل هي الكواكب عموما ومن بينها القمر، والمقصود بالقمر أن يكون نورا، لا كما تراه نهارا، " وجعل القمر فيهن نورا وجعل الشمس سراجا"، وليس العبرة بالوجود في السماء لأن الكواكب دائما في السماء، على أن بحثنا ليس في القمر والكواكب بل في غروب الشمس الذي به تبدأ الكواكب بالإنارة، لأنه لا القمر ولا الكواكب تحدد مبدأ الليل بدقة.
أما أتموا فهي مسندة إلى الصوم ليس لا إلى النهار ولا إلى الليل حتى تبني عليها حكما ميقاتيا، أما تحديد وقت الإتمام فيؤخذ من كلمة " إلى"، وتحديده لابد وأن ينطلق من تحديد كلمة الليل، ويمكن إجراء مقابلة في الآية بأن يكون الإفطار لما يتبين الخيط الأسود من الخيط الأبيض، وواضح أن ذلك يكون من الشرق لأن " طلوع" الفجر والليل يكون من الشرق.
وهذا الأمر جلي لأن الله تعالى اعتبر نهاية الليل وبداية الإمساك بطلوع أول خيط من النهار وكذلك اعتبر نهاية النهار وبداية الإفطار بظهور أول خيط من الليل المتحقق عند الغروب، وهذا عين التمام والدقة.
فواضح أن الآية فيها معنى الإفطار وقت الغروب، وتقويها السنة العملية المتواترة، إذ لم نسمع خلافا في هذه المسألة رغم أن الأمة كانت تصوم جيلا بعد جيل من وقت النبي -صلى الله عليه وسلم-، أيعقل أنه في عصر من العصور بعد موت النبي اتحد العلماء ومن جميع المذاهب والطوائف المتخالفة وقرروا أن يغيروا للناس وقت إفطارهم لأجل رواية سمعوها إن هذا لامر غريب، وإن حدث فهذا يجعلنا نشك في كثير من المتواترات! كعدد الصلوات وعدد الركعات وغير ذلك.
فأرجو أن تبين لنا منهجك في التعامل مع السنة بأقسامها، القولية والعملية، الآحاد والمتواتر، فهذا سيجلي لنا اللبس في كثير من المسائل الجزئية التي أصل الخلاف فيها من الخلاف في المنهج.
أبونصر- مشرف
- عدد المساهمات : 101
تاريخ التسجيل : 30/08/2009
للإفادة فقط!
بسم الله الرحمان الرحيم،
أود القول بأن في المسألة خلافا على غير ما قال أبو نصر، فمن شاء فلينظر في التفسير الكبير للفخر الرازي، في تفسير آيات الصيام وما بعدها من الجزء الخامس، وسيجد اختلافهم في تحديد الليل والفجر، ومن ثم وقت الإمساك والإفطار، لكن الفخر لم ير داعيا للتوسع في ذكر أقوالهم لأنها مذاهب منقرضة -كما قال- وقد حسم الفقهاء في المسألة بحديث عمر رضي الله الذي فيه: إذا أقبل الليل من ههنا، وأدبر النهار من ههنا، وقد غربت الشمس فقد أفطر الصائم. حتى أنه ساق رأي الأعمش على أنه زعم وقد عرف بعدم الإمساك حتى طلوع الشمس وحكى استهجان أبي حنيفة لصنيعه...وأريد التعقيب عليه بأن هذه الأقوال لم ينقرض أصحابها بعد ورأي الشيعة معروف في المسألة وهي إتمامهم الصيام حتى يغيب قرص الشمس وتزول الحمرة المشرقية بل ذهب بعضهم إلى استحباب الصلاة قبل الإفطار، وقد حاول بعض المراجع الحاليين توحيد وقت الإفطار توحيدا للأمة كالمرجع محمد حسين فضل الله وغيره، وقال بأن هذا من باب الاحتياط وليس بواجب، وقد شاهدت بأم عيني إمساكيات رمضان في مسجد شيعي في لندن تحتاط للأمر وتأخر الإفطار بنحو عشردقائق وأكثر، والله أعلم.
ولعل الاهتمام بمناقشة المنهج أولى لأن أغلب الاختلاف ناجم من عدم الاتفاق فيه والله الموفق.
تحياتي للجميع.
أود القول بأن في المسألة خلافا على غير ما قال أبو نصر، فمن شاء فلينظر في التفسير الكبير للفخر الرازي، في تفسير آيات الصيام وما بعدها من الجزء الخامس، وسيجد اختلافهم في تحديد الليل والفجر، ومن ثم وقت الإمساك والإفطار، لكن الفخر لم ير داعيا للتوسع في ذكر أقوالهم لأنها مذاهب منقرضة -كما قال- وقد حسم الفقهاء في المسألة بحديث عمر رضي الله الذي فيه: إذا أقبل الليل من ههنا، وأدبر النهار من ههنا، وقد غربت الشمس فقد أفطر الصائم. حتى أنه ساق رأي الأعمش على أنه زعم وقد عرف بعدم الإمساك حتى طلوع الشمس وحكى استهجان أبي حنيفة لصنيعه...وأريد التعقيب عليه بأن هذه الأقوال لم ينقرض أصحابها بعد ورأي الشيعة معروف في المسألة وهي إتمامهم الصيام حتى يغيب قرص الشمس وتزول الحمرة المشرقية بل ذهب بعضهم إلى استحباب الصلاة قبل الإفطار، وقد حاول بعض المراجع الحاليين توحيد وقت الإفطار توحيدا للأمة كالمرجع محمد حسين فضل الله وغيره، وقال بأن هذا من باب الاحتياط وليس بواجب، وقد شاهدت بأم عيني إمساكيات رمضان في مسجد شيعي في لندن تحتاط للأمر وتأخر الإفطار بنحو عشردقائق وأكثر، والله أعلم.
ولعل الاهتمام بمناقشة المنهج أولى لأن أغلب الاختلاف ناجم من عدم الاتفاق فيه والله الموفق.
تحياتي للجميع.
مصطفى- عدد المساهمات : 19
تاريخ التسجيل : 17/09/2009
رد: بداية الصوم تكون بالتفريق بين الخيط الأبيض من الخيط الأسود، ونهايته يجب أن تكون كذلك.
عزمت بسم الله،
شكرا لك سيدي على قولك هذا:
ـ فإن الوقت محدد بأداة الغاية "إلى"، ومعلوم أن أداة الغاية إن دلت على ممتد في الزمان والمكان كان بداية الحكم بالحد المبدئي لدخول تلك المدة أو المكان.
أقول: هل عند الوضوء وغسل اليدين إلى المرافق، الآية "6" المائدة أقول هل نكتفي بغسل بداية المرفق أم أن كلمة (إلى) تعني غسل المرفق كله؟ ونفس الشيء بالنسبة للكعبين أيضا؟
ألى تدل كلمة (إلى) على غسل المرفقين والكعبين كاملين، أم نكتفي بغسل بدايتهما؟
ـ قلتم: أما أتموا فهي مسندة إلى الصوم ليس لا إلى النهار ولا إلى الليل حتى تبني عليها حكما ميقاتيا، أما تحديد وقت الإتمام فيؤخذ من كلمة " إلى"، وتحديده لابد وأن ينطلق من تحديد كلمة الليل.
معذرة سيدي الكريم فالأمر ( أتموا) مسندة إلى الصوم كما تفضلت، لكن (إلى ) الليل وليس إلى مجرد اختفاء قرص الشمس وراء جبل، وضوؤها في السماء ساطع، فلا يعتبر ذلك بداية الليل في نظري أبدا، فالليل يمكنك ملاحظة إيلاجه في النهار من المشرق ثم يصل المغرب في دقائق معدودات فيجن الليل ويظهر أول كوكب في السماء، وذلك الوقت في نظري هو بداية الليل الذي تشير إليه الآية. (ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ.).
والله أعلم.
شكرا للأستاذ مصطفى على المشاركة والفائدة، والسلام عليكم.
شكرا لك سيدي على قولك هذا:
ـ فإن الوقت محدد بأداة الغاية "إلى"، ومعلوم أن أداة الغاية إن دلت على ممتد في الزمان والمكان كان بداية الحكم بالحد المبدئي لدخول تلك المدة أو المكان.
أقول: هل عند الوضوء وغسل اليدين إلى المرافق، الآية "6" المائدة أقول هل نكتفي بغسل بداية المرفق أم أن كلمة (إلى) تعني غسل المرفق كله؟ ونفس الشيء بالنسبة للكعبين أيضا؟
ألى تدل كلمة (إلى) على غسل المرفقين والكعبين كاملين، أم نكتفي بغسل بدايتهما؟
ـ قلتم: أما أتموا فهي مسندة إلى الصوم ليس لا إلى النهار ولا إلى الليل حتى تبني عليها حكما ميقاتيا، أما تحديد وقت الإتمام فيؤخذ من كلمة " إلى"، وتحديده لابد وأن ينطلق من تحديد كلمة الليل.
معذرة سيدي الكريم فالأمر ( أتموا) مسندة إلى الصوم كما تفضلت، لكن (إلى ) الليل وليس إلى مجرد اختفاء قرص الشمس وراء جبل، وضوؤها في السماء ساطع، فلا يعتبر ذلك بداية الليل في نظري أبدا، فالليل يمكنك ملاحظة إيلاجه في النهار من المشرق ثم يصل المغرب في دقائق معدودات فيجن الليل ويظهر أول كوكب في السماء، وذلك الوقت في نظري هو بداية الليل الذي تشير إليه الآية. (ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ.).
والله أعلم.
شكرا للأستاذ مصطفى على المشاركة والفائدة، والسلام عليكم.
رد: بداية الصوم تكون بالتفريق بين الخيط الأبيض من الخيط الأسود، ونهايته يجب أن تكون كذلك.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخ دادي، تحية خاصة وأهلا وسهلا بك معنا مفيدا ومستفيدا بإذن الله.
ما أود السؤال عنه هو: أين تضع السنة العملية في هذا الأمر ؟ هل يعقل أن لا يكون الصحابة قد استشكلوا الأمر فوجههم النبي صلى الله عليه وسلم، والسنة بيان للقرآن، ومسألة الوضوء لا يمكن الفصل فيها بدخول المرفق كاملا بحكم الوجوب بالآية فحسب .
ولو أخذنا باستدلالك هذا فإنه لا يجوز لنا الإفطار إلا عند تمام الليل وهو بطلوع الفجر لأن إلى أسندت إلى الليل لا إلى دخول الليل حتى نقول إن المعنى اكتمال دخول الليل وهذا عند التسليم بالقياس على الوضوء كما تفضلتم.
أين نضع الأحاديث القولية الصحيحة التي جاءت بها السنة الشريفة مبينة معنى إلى في الآية : (إذا طلع الليل من ها هنا وغربت الشمس من هاهنا أفطر الصائم أكل أم لم يأكل)
ولدي سؤال: ما حكم من أفطر اعتمادا على هذا الحديث أي بمجرد غروب الشمس كما هي أغلبية المسلمين هل يكون صيامه تاما أم ناقصا أم منهدما ؟ ومن اقتنع بهذا القول هل يقضي رمضاناته الماضية ؟
تقبل الله صيام الجميع.
الأخ دادي، تحية خاصة وأهلا وسهلا بك معنا مفيدا ومستفيدا بإذن الله.
ما أود السؤال عنه هو: أين تضع السنة العملية في هذا الأمر ؟ هل يعقل أن لا يكون الصحابة قد استشكلوا الأمر فوجههم النبي صلى الله عليه وسلم، والسنة بيان للقرآن، ومسألة الوضوء لا يمكن الفصل فيها بدخول المرفق كاملا بحكم الوجوب بالآية فحسب .
ولو أخذنا باستدلالك هذا فإنه لا يجوز لنا الإفطار إلا عند تمام الليل وهو بطلوع الفجر لأن إلى أسندت إلى الليل لا إلى دخول الليل حتى نقول إن المعنى اكتمال دخول الليل وهذا عند التسليم بالقياس على الوضوء كما تفضلتم.
أين نضع الأحاديث القولية الصحيحة التي جاءت بها السنة الشريفة مبينة معنى إلى في الآية : (إذا طلع الليل من ها هنا وغربت الشمس من هاهنا أفطر الصائم أكل أم لم يأكل)
ولدي سؤال: ما حكم من أفطر اعتمادا على هذا الحديث أي بمجرد غروب الشمس كما هي أغلبية المسلمين هل يكون صيامه تاما أم ناقصا أم منهدما ؟ ومن اقتنع بهذا القول هل يقضي رمضاناته الماضية ؟
تقبل الله صيام الجميع.
صالح- مشرف
- عدد المساهمات : 59
تاريخ التسجيل : 30/08/2009
مساهمة في الموضوع
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
سيدي الكريم، بناء على القول بأن "على" لبدء انتهاء الغاية مطلقا، وأن الحد لا يدخل في حكم المحدود كما قال أغلب اللغويين(1)، فإن الإشكال يصبح متعلقا بمعرفة الحد وهو في أمثلتنا الليل والمرافق والكعبان.
فالليل لا يشمله الصيام قطعا إما لغة كما أوضحنا، وإما عرفا للأحاديث الواردة، وبقي تحديد بداية الليل وهو الإشكال الذي انطلقتم منه، وقد اختار الأغلبية بدايته بغروب الشمس كميقات لصلاة المغرب والإفطار أخذا بأن الشمس علامة النهار وغروبها إيذان بحلول الظلام وهو الأوضح، واختار الآخرون انتظار حلول الظلام فلهم ذلك وهو أحوط، والمسألة مسألة خلاف ولا داعي لتخوين الأمة واتهامها بالاتفاق على التزوير وتغيير التاريخ وغير ذلك مما يشبه اتهام الصحابة بانقلابهم على وصية الرسول صلى الله عليه وسلم لعلي...
أما في قضية غسل الأيدي والأرجل، فقد قال أغلبهم بوجوب غسلها بناء على تعذر تحديد بداية المرفق والكعب، واختيار موضع على أنه البداية ليس أولى من اختيار موضع آخر لصعوبة تمييز المرفق عن الساعد والكعب عن الساق لذلك قالوا بغسل المرافق والكعبين، والمسألة ليست ذات بال كما ترون، والله أعلم.
(1) من أراد أن الاستزادة فعليه بالمغني لابن هشام وشرحه للدكتور عبد اللطيف محمد الخطيب.
سيدي الكريم، بناء على القول بأن "على" لبدء انتهاء الغاية مطلقا، وأن الحد لا يدخل في حكم المحدود كما قال أغلب اللغويين(1)، فإن الإشكال يصبح متعلقا بمعرفة الحد وهو في أمثلتنا الليل والمرافق والكعبان.
فالليل لا يشمله الصيام قطعا إما لغة كما أوضحنا، وإما عرفا للأحاديث الواردة، وبقي تحديد بداية الليل وهو الإشكال الذي انطلقتم منه، وقد اختار الأغلبية بدايته بغروب الشمس كميقات لصلاة المغرب والإفطار أخذا بأن الشمس علامة النهار وغروبها إيذان بحلول الظلام وهو الأوضح، واختار الآخرون انتظار حلول الظلام فلهم ذلك وهو أحوط، والمسألة مسألة خلاف ولا داعي لتخوين الأمة واتهامها بالاتفاق على التزوير وتغيير التاريخ وغير ذلك مما يشبه اتهام الصحابة بانقلابهم على وصية الرسول صلى الله عليه وسلم لعلي...
أما في قضية غسل الأيدي والأرجل، فقد قال أغلبهم بوجوب غسلها بناء على تعذر تحديد بداية المرفق والكعب، واختيار موضع على أنه البداية ليس أولى من اختيار موضع آخر لصعوبة تمييز المرفق عن الساعد والكعب عن الساق لذلك قالوا بغسل المرافق والكعبين، والمسألة ليست ذات بال كما ترون، والله أعلم.
(1) من أراد أن الاستزادة فعليه بالمغني لابن هشام وشرحه للدكتور عبد اللطيف محمد الخطيب.
مصطفى- عدد المساهمات : 19
تاريخ التسجيل : 17/09/2009
رد: بداية الصوم تكون بالتفريق بين الخيط الأبيض من الخيط الأسود، ونهايته يجب أن تكون كذلك.
عزمت بسم الله،
الأخ الفاضل صالح تحية من عند الله عليكم،
شكرا على تساؤلكم الوجيه الذي يخطر ببال كل ذي بال ممن يخلص العبادة لله تعالى.
ـ قلت: أين تضع السنة العملية في هذا الأمر ؟
شكرا على تساؤلك هذا، وإن كنت قد أجّلت الكلام فيه إلى أن ننتهي من التدبر ومحالة فهم الآية الكريم التي في نظري لا ريب فيها، (ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ.). فلا مانع أن ندخل في رواية السنة ما دمت طلبت ذلك، فأرجو منك سيدي الكريم أن تقدم لي الرواية التي تطمئن إليها أنها (من السنة العملية في هذا الشأن) أي أنها بينت بداية الإفطار في رمضان، وحددت ذلك بغروب الشمس، لننظر في صحتها معا، وفي عدالة رواتها ونسبة القول إلى رسول الله (عليه أصلي وأسلم). ولك أن تستشهد من أي كتاب تشاء.
ـ قلت: ولو أخذنا باستدلالك هذا فإنه لا يجوز لنا الإفطار إلا عند تمام الليل.
أقول لا يا أخي الكريم ما تشير إليه الآية الكريمة (ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ.) واضح، لأن مشيئة المولى تعالى اقتضت أن تكون بداية الصوم بظهور الخيط الأبيض من الفجر، ومن المنطقي أن تكون نهاية الصوم بنهايته كذلك، ولم يأمر المولى تعالى الإتمام بغروب الشمس، ـ وهو على ذلك قادر ـ بل قال سبحانه (إِلَى اللَّيْلِ.) والليل يبدأ بعد غروب الشمس تماما، ويظهر في السماء الكوكب الذي يظهر مباشرة ( لو تلاحظون ذلك) بعد غروبها، وهي بضع دقائق فقط بعد الغروب. والدليل على ذلك قوله تعالى : أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ."187" البقرة. فيمكن الأكل والشرب والرفث حتى مطلع الفجر. وهكذا حسب دوران الأرض. يقول المولى تعالى: يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى ذَلِكُمْ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ(13). فاطر.
أكتفي بهذا اليوم، فإلى أن أقرأ ردكم على سؤالي أرجو الله تعالى أن يوفقنا جميعا لما فيه الخير لديننا ودنيانا إنه سميع قريب. والسلام عليكم.
الأخ الفاضل صالح تحية من عند الله عليكم،
شكرا على تساؤلكم الوجيه الذي يخطر ببال كل ذي بال ممن يخلص العبادة لله تعالى.
ـ قلت: أين تضع السنة العملية في هذا الأمر ؟
شكرا على تساؤلك هذا، وإن كنت قد أجّلت الكلام فيه إلى أن ننتهي من التدبر ومحالة فهم الآية الكريم التي في نظري لا ريب فيها، (ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ.). فلا مانع أن ندخل في رواية السنة ما دمت طلبت ذلك، فأرجو منك سيدي الكريم أن تقدم لي الرواية التي تطمئن إليها أنها (من السنة العملية في هذا الشأن) أي أنها بينت بداية الإفطار في رمضان، وحددت ذلك بغروب الشمس، لننظر في صحتها معا، وفي عدالة رواتها ونسبة القول إلى رسول الله (عليه أصلي وأسلم). ولك أن تستشهد من أي كتاب تشاء.
ـ قلت: ولو أخذنا باستدلالك هذا فإنه لا يجوز لنا الإفطار إلا عند تمام الليل.
أقول لا يا أخي الكريم ما تشير إليه الآية الكريمة (ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ.) واضح، لأن مشيئة المولى تعالى اقتضت أن تكون بداية الصوم بظهور الخيط الأبيض من الفجر، ومن المنطقي أن تكون نهاية الصوم بنهايته كذلك، ولم يأمر المولى تعالى الإتمام بغروب الشمس، ـ وهو على ذلك قادر ـ بل قال سبحانه (إِلَى اللَّيْلِ.) والليل يبدأ بعد غروب الشمس تماما، ويظهر في السماء الكوكب الذي يظهر مباشرة ( لو تلاحظون ذلك) بعد غروبها، وهي بضع دقائق فقط بعد الغروب. والدليل على ذلك قوله تعالى : أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ."187" البقرة. فيمكن الأكل والشرب والرفث حتى مطلع الفجر. وهكذا حسب دوران الأرض. يقول المولى تعالى: يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى ذَلِكُمْ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ(13). فاطر.
أكتفي بهذا اليوم، فإلى أن أقرأ ردكم على سؤالي أرجو الله تعالى أن يوفقنا جميعا لما فيه الخير لديننا ودنيانا إنه سميع قريب. والسلام عليكم.
خلاصة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إخوتي الكرام
إن مناقشة هذا الموضوع له أهميتان، الأولى: لأن الصيام ركن من أركان الدين ويجب تدقيق أحكامه، ولأن هذا النقاش ينعكس مباشرة على مناقشة المنهج في التعامل مع القرآن والسنة والعلاقة بينهما.
بدأ أخونا دادي بطرح الإشكال، وكانت نظرته ترتكز على أن إتمام الصيام يكون إلى نهاية النهار، ونهاية النهار هو غروب آخر خيط من خيوطه مستندا إلى لفظة " الإتمام"، وبينت له في مداخلاتي أن الليل حسب الآية وحسب اللسان العربي يكون بظهور اول خيط من خيوط الليل من جهة المشرق، ولا علاقة لـ"لإتمام" بالنهار أو الضوء وإنما تعني الأداء والبحث منحصر في " إلى"، والخلاف الوارد في المرفق هو هل " إلى" تحوي غايتها أم لا، وهذا الخلاف لا علاقة له ببحثنا لأنه لا يمكن اعتبار الليل محتوى في أمر الصيام، وإنما الليل حد.
فالخلاف منحصر في بداية الليل، وما نقله الاخ مصطفى عن الشيعة لا أعتبره يختلف عن السنة في الأساس لأن خلافهم منصب في تحديد وقت تحقق الغروب وطلوع الليل من الشرق، ولم يقل أحد منهم -حسب علمي- بأن المغرب يكون بانتهاء آخر ضوء من النهار -وهو وقت العشاء- كما عند من نقل عنهم الفخر قولهم بالظلمة وظهور الكواكب.
إذن فالآية تشير إلى أن الإفطار يكون مع طلوع أول خيط للليل من الشرق وليس كما فهم طارح الموضوع من كلمة الإتمام، أي تمام اختفاء النهار بآخر خيط ابيض!.
والخلاف - كما تفضل الأخ مصطفى- ليس بالأمر الجلل فمن يقول بغروب قرص الشمس يرى فيه تحقق بداية الليل وطلوع الخيط الأسود، ومن زاد بعده قليلا أراد التحقق من طلوع الليل، ولعل علم الفلك قد فصل في هذا الأمر.
ولا ينبغي الانطلاق من هذا الخلاف الجزئي إلى نبذ التراث على وجه العموم وإطلاق اتهامات غير مستندة إلى دليل.
ولا أقول إن منظومتنا التراثية -بما فيها الروايات- لا تحتاج إلى مراجعة وتنقية، لكن ليس بطريقة استئصالية لا تفرق بين الخطأ والصواب.
وأرجو أن يطرع موضوع السنة وعلاقتها بالقرآن الكريم في موضوع مستقل ليتضح المنهج أكثر.
إن مناقشة هذا الموضوع له أهميتان، الأولى: لأن الصيام ركن من أركان الدين ويجب تدقيق أحكامه، ولأن هذا النقاش ينعكس مباشرة على مناقشة المنهج في التعامل مع القرآن والسنة والعلاقة بينهما.
بدأ أخونا دادي بطرح الإشكال، وكانت نظرته ترتكز على أن إتمام الصيام يكون إلى نهاية النهار، ونهاية النهار هو غروب آخر خيط من خيوطه مستندا إلى لفظة " الإتمام"، وبينت له في مداخلاتي أن الليل حسب الآية وحسب اللسان العربي يكون بظهور اول خيط من خيوط الليل من جهة المشرق، ولا علاقة لـ"لإتمام" بالنهار أو الضوء وإنما تعني الأداء والبحث منحصر في " إلى"، والخلاف الوارد في المرفق هو هل " إلى" تحوي غايتها أم لا، وهذا الخلاف لا علاقة له ببحثنا لأنه لا يمكن اعتبار الليل محتوى في أمر الصيام، وإنما الليل حد.
فالخلاف منحصر في بداية الليل، وما نقله الاخ مصطفى عن الشيعة لا أعتبره يختلف عن السنة في الأساس لأن خلافهم منصب في تحديد وقت تحقق الغروب وطلوع الليل من الشرق، ولم يقل أحد منهم -حسب علمي- بأن المغرب يكون بانتهاء آخر ضوء من النهار -وهو وقت العشاء- كما عند من نقل عنهم الفخر قولهم بالظلمة وظهور الكواكب.
إذن فالآية تشير إلى أن الإفطار يكون مع طلوع أول خيط للليل من الشرق وليس كما فهم طارح الموضوع من كلمة الإتمام، أي تمام اختفاء النهار بآخر خيط ابيض!.
والخلاف - كما تفضل الأخ مصطفى- ليس بالأمر الجلل فمن يقول بغروب قرص الشمس يرى فيه تحقق بداية الليل وطلوع الخيط الأسود، ومن زاد بعده قليلا أراد التحقق من طلوع الليل، ولعل علم الفلك قد فصل في هذا الأمر.
ولا ينبغي الانطلاق من هذا الخلاف الجزئي إلى نبذ التراث على وجه العموم وإطلاق اتهامات غير مستندة إلى دليل.
ولا أقول إن منظومتنا التراثية -بما فيها الروايات- لا تحتاج إلى مراجعة وتنقية، لكن ليس بطريقة استئصالية لا تفرق بين الخطأ والصواب.
وأرجو أن يطرع موضوع السنة وعلاقتها بالقرآن الكريم في موضوع مستقل ليتضح المنهج أكثر.
أبونصر- مشرف
- عدد المساهمات : 101
تاريخ التسجيل : 30/08/2009
رد: بداية الصوم تكون بالتفريق بين الخيط الأبيض من الخيط الأسود، ونهايته يجب أن تكون كذلك.
لو أن كل من لديه فكرة عرضها أولا على طلبة العلم قبل أن ينشرها على عامة الناس لما وصلنا إلى ما وصلنا إليه من التشتت والفوضى.
وفق الله هذا المنتدى ليكون وجهة لطلبة العلم والأساتذة ليضعوا الأفكار التي تنشر علينا على المحك العلمي والنقاش الجاد.
وفق الله هذا المنتدى ليكون وجهة لطلبة العلم والأساتذة ليضعوا الأفكار التي تنشر علينا على المحك العلمي والنقاش الجاد.
ابن زنغيل- عدد المساهمات : 4
تاريخ التسجيل : 15/09/2009
رد: بداية الصوم تكون بالتفريق بين الخيط الأبيض من الخيط الأسود، ونهايته يجب أن تكون كذلك.
الأخ دادي
أشكرك على جوابك الوافي
تفضلتم بالقول: لا يا أخي الكريم ما تشير إليه الآية الكريمة (ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ.) واضح، لأن مشيئة المولى تعالى اقتضت أن تكون بداية الصوم بظهور الخيط الأبيض من الفجر، ومن المنطقي أن تكون نهاية الصوم بنهايته كذلك،
فهذا المنطق الذي استندت إليه لم يرد في الآية يا أخي ولو شاء الله لجعل الصيام يبتدئ بالتفرقة بين الخيط الأبيض من الخيط الأسود إلى زوال الشمس أو العصر أو ما إلى ذلك من أوقات فالأمر تعبدي لا مجال فيه للمنطق.
وإذا أخذنا هذه الآية لحد ذاتها -كما تريد أن تفعل- فمن أين لك أن الليل كله غير مشمول بالصيام خصوصا مع إسناد الإتمام إلى الوقت، أتموا الصيام إلى الليل يعني أتموا الصيام إلى آخر الليل حتى يتحقق تمام المسند إليه. هكذا تفيد هذه الآية في معناها مستقلة، كما أن غسل المرافق في قوله تعالى (إلى المرافق) يعني كل المرفق أي تمامه كاملا. وهذا الكلام طبعا بناء على قولك إن الفقهاء قالوا بتمام الغاية في الوضوء ولم يقولوا ذلك في الصوم وقد ارتضيت ذلك حسبما أشرت إليه.
أما السنة فرواية البخاري:
حدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ سَمِعْتُ عَاصِمَ بْنَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَقْبَلَ اللَّيْلُ مِنْ هَا هُنَا وَأَدْبَرَ النَّهَارُ مِنْ هَا هُنَا وَغَرَبَتْ الشَّمْسُ فَقَدْ أَفْطَرَ الصَّائِمُ)
وقبل الدخول في استدلال السنة أرجو التركيز على دلالة الآية مستقلة حتى إذا وجدنا أنها لا تدلنا على بداية الليل ونهاية النهار لم نستدل بها على ذلك وطالبنا بغيره من الأدلة على أن تمام النهار بظهور الكوكب.
وفقنا الله وإياكم إلى كل خير
أشكرك على جوابك الوافي
تفضلتم بالقول: لا يا أخي الكريم ما تشير إليه الآية الكريمة (ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ.) واضح، لأن مشيئة المولى تعالى اقتضت أن تكون بداية الصوم بظهور الخيط الأبيض من الفجر، ومن المنطقي أن تكون نهاية الصوم بنهايته كذلك،
فهذا المنطق الذي استندت إليه لم يرد في الآية يا أخي ولو شاء الله لجعل الصيام يبتدئ بالتفرقة بين الخيط الأبيض من الخيط الأسود إلى زوال الشمس أو العصر أو ما إلى ذلك من أوقات فالأمر تعبدي لا مجال فيه للمنطق.
وإذا أخذنا هذه الآية لحد ذاتها -كما تريد أن تفعل- فمن أين لك أن الليل كله غير مشمول بالصيام خصوصا مع إسناد الإتمام إلى الوقت، أتموا الصيام إلى الليل يعني أتموا الصيام إلى آخر الليل حتى يتحقق تمام المسند إليه. هكذا تفيد هذه الآية في معناها مستقلة، كما أن غسل المرافق في قوله تعالى (إلى المرافق) يعني كل المرفق أي تمامه كاملا. وهذا الكلام طبعا بناء على قولك إن الفقهاء قالوا بتمام الغاية في الوضوء ولم يقولوا ذلك في الصوم وقد ارتضيت ذلك حسبما أشرت إليه.
أما السنة فرواية البخاري:
حدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ سَمِعْتُ عَاصِمَ بْنَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَقْبَلَ اللَّيْلُ مِنْ هَا هُنَا وَأَدْبَرَ النَّهَارُ مِنْ هَا هُنَا وَغَرَبَتْ الشَّمْسُ فَقَدْ أَفْطَرَ الصَّائِمُ)
وقبل الدخول في استدلال السنة أرجو التركيز على دلالة الآية مستقلة حتى إذا وجدنا أنها لا تدلنا على بداية الليل ونهاية النهار لم نستدل بها على ذلك وطالبنا بغيره من الأدلة على أن تمام النهار بظهور الكوكب.
وفقنا الله وإياكم إلى كل خير
صالح- مشرف
- عدد المساهمات : 59
تاريخ التسجيل : 30/08/2009
رد: بداية الصوم تكون بالتفريق بين الخيط الأبيض من الخيط الأسود، ونهايته يجب أن تكون كذلك.
السلام عليكم سيدي الكريم؛
أرى أنك لا زلت تحوم حول الإشكال ولم تحله، لأنك تحاول تعريف الليل بعلاماته لكنك لا تعطي ميقاتا دقيقا لبدايته.
فقولك حتى تغرب الشمس تماما، غير مفهوم فإن غروب جرم الشمس هو غروبها ولا داعي لذكر تماما، اللهم إلا إذا كنت تقصد شيء آخر فبين لنا ما هو؟
أما قولك ظهور الكوكب بعد غروبها مباشرة -كما تلاحظون- فغير دقيق تماما، لأنا نعرف ما الفلك وكيفية احتمالات ظهور كوكب أو كواكب أو نجوم، وجهة ظهورها في السماء ووقته، ولا يخفى أن عدد الاحتمالات غير متناه في العدد، تبعا لتغير المكان والزمان والفصل من السنة. أما إن كنت تقصد طلوع كوكب معين، فالظهور غير الطلوع، وظهور كوكب واحد نفس اللحظة في أمكنة متعددة غير ممكن كما نرى مع القمر وغيره من الكواكب السيارة، فإن ظهوره عندنا بعد غروب الشمس مباشرة لا يستلزم أنه يظهر لمن هم أسبق منا من جهة الشرق بنفس السرعة وقد لا يظهر عندهم تماما لكونه تحت أفقهم، ولا يخفى ما في الأمر من نسبية وتعنت. والأسهل كما اختار الجمهور التعويل على غروب جرم الشمس والله أعلم.
أما التعويل على السنة العملية في المسألة فلا يخلو من مقال، إن كان المقصود طبعا المتواترة، فتصعب دعوى التواتر والإجماع في المسالة لمخالفة الشيعة ووجود الروايات عندهم في كلا القولين، اللهم إلا إذا كنتم تعتبرون التواتر عند جماعة كافيا مع مخالفة جماعة أخرى لذلك،وقدوأنتم أدرى يا صالح بالأصول في هذه المسألة، وقد حكى النووي الإجماع في المسألة، ورووا حديثا فيه أن ذلك من عادة اليهود، وأرى والله أعلم أن الاستئناس بالسنة الآحادية في هذه المسألة مع ما بيناه من سهولة الاعتماد على غروب جرم الشمس ودقته كافية ومن أراد الاحتياط فأجره عند ربه.
وربما سبب الالتباس هو تداخل وقت صلاة المغرب مع وقت الإفطار، مع ما في الآثار من تعجيل الصلاة بها وأنهم يعدون الصائم مفطرا بغروب الشمس سواء أكل أو لم يأكل، لذلك ربما لم يكونوا يقومون بعمل موحد، وهذا مجرد تخمين وحدس فقط.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أرى أنك لا زلت تحوم حول الإشكال ولم تحله، لأنك تحاول تعريف الليل بعلاماته لكنك لا تعطي ميقاتا دقيقا لبدايته.
فقولك حتى تغرب الشمس تماما، غير مفهوم فإن غروب جرم الشمس هو غروبها ولا داعي لذكر تماما، اللهم إلا إذا كنت تقصد شيء آخر فبين لنا ما هو؟
أما قولك ظهور الكوكب بعد غروبها مباشرة -كما تلاحظون- فغير دقيق تماما، لأنا نعرف ما الفلك وكيفية احتمالات ظهور كوكب أو كواكب أو نجوم، وجهة ظهورها في السماء ووقته، ولا يخفى أن عدد الاحتمالات غير متناه في العدد، تبعا لتغير المكان والزمان والفصل من السنة. أما إن كنت تقصد طلوع كوكب معين، فالظهور غير الطلوع، وظهور كوكب واحد نفس اللحظة في أمكنة متعددة غير ممكن كما نرى مع القمر وغيره من الكواكب السيارة، فإن ظهوره عندنا بعد غروب الشمس مباشرة لا يستلزم أنه يظهر لمن هم أسبق منا من جهة الشرق بنفس السرعة وقد لا يظهر عندهم تماما لكونه تحت أفقهم، ولا يخفى ما في الأمر من نسبية وتعنت. والأسهل كما اختار الجمهور التعويل على غروب جرم الشمس والله أعلم.
أما التعويل على السنة العملية في المسألة فلا يخلو من مقال، إن كان المقصود طبعا المتواترة، فتصعب دعوى التواتر والإجماع في المسالة لمخالفة الشيعة ووجود الروايات عندهم في كلا القولين، اللهم إلا إذا كنتم تعتبرون التواتر عند جماعة كافيا مع مخالفة جماعة أخرى لذلك،وقدوأنتم أدرى يا صالح بالأصول في هذه المسألة، وقد حكى النووي الإجماع في المسألة، ورووا حديثا فيه أن ذلك من عادة اليهود، وأرى والله أعلم أن الاستئناس بالسنة الآحادية في هذه المسألة مع ما بيناه من سهولة الاعتماد على غروب جرم الشمس ودقته كافية ومن أراد الاحتياط فأجره عند ربه.
وربما سبب الالتباس هو تداخل وقت صلاة المغرب مع وقت الإفطار، مع ما في الآثار من تعجيل الصلاة بها وأنهم يعدون الصائم مفطرا بغروب الشمس سواء أكل أو لم يأكل، لذلك ربما لم يكونوا يقومون بعمل موحد، وهذا مجرد تخمين وحدس فقط.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مصطفى- عدد المساهمات : 19
تاريخ التسجيل : 17/09/2009
رد: بداية الصوم تكون بالتفريق بين....
أبدأ باسمه العلي العزيز الحكيم
ثم بمناسبة العيد أهنئ اخواني أبو نصر و صالح، و كل زوار المنتدى، و كذا أمتنا بالعيد، داعيا راجيا المولى أن يقبل منا صالح أعمالنا، و أن يغفر لنا خطايانا و أن يسعنا برحمته، هو المولى لذلك و القادر عليه.
مشاركتي في هذا الموضوع لا تجاوز نقاطا قلائل هي بمنزلة الملاحظة ليس إلا:
- أولا: القول بتبين الخيط الأسود من الخيط الأبيض،لم يرد في نص القرآن أبدا، ففلق الإصباح -بمثل فلق الحب و النوى- يتم بثنائية الخيط الأبيض و الخيط الأسود. *
بينما في حال الليل ليس لنا أن نقول مثل ذلك لأن الليل تركيب تدريجي تدريج السلخ، و آية لهم الليل نسلخ منه النهار فاذا هم مظلمون، و هذا يصاحبه ثلاثية الألوان الأبيض- المنصرف- و الأسود -القادم- و الأحمر بينهما و يتبدى ظاهرا هذا الشفق في الافق.
- ثانيا : يقول -و أعتقد أنه دادي- أن علامة الليل هي الكوكب مشيرا إلى آية الخليل بينما الآية تنص على أنه كوكب نكرة و لم تعرفه كما الحال مع القمر و الشمس فمن أين لنا أن نعرفه بغير نص،هذا و أن ذات الآية لما تناولت هذين الأخيرين تناولتهما في حال بزوغهما وأظن أن هذا يلقي بظله على حال الكوكب و يعزز القول بأن فلما جن عليه الليل معناه لما ادلهم،
و منه قولنا للغابة الكثيفة المظلمة جنة.ومحصلة ذلك أن الآية لا تعطينا بأي حال مبتدأ الليل و لا النهار
- ثالثا : أعتقد أن الشمس دليل النهار بظهورها و هي دليل الليل بغروبها و القمر لا يدل على الليل لأن الله قدره منازل بينما الليل ليس كذلك و لا تربطه بمنازل القمرتلك أية علاقة، و أقف أنا عند هذا الحد لكي لا أ اقف ما ليس لي به علم لأن الشمس و القمر بحسبان و في اعتقادي أن عالم الفلك و الرصد له مقالته في تحديد الليل و النهار و أخشى من عواقب عدم احترام التخصص.
----------------------------------------------------
*يقول العليم الحكيم: وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمْ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنْ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنْ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ."187" البقرة.
يبدأ سياق آيات الصيام عند الآية 83 بقوله :...كما كتب على الذين من قبلكم.
ثم في الآية 187 يقول :...كنتم تختانون ... .و يقول :..فالئن باشروهن... .
فهل لنا أن نقف هنا و نتسائل : كيف كان الوضع قبل هذه الآيات؟.
ثم هل يجوز لنا أن نجزأ الآية التي تتحدث عن مباشرة النساء -في بدايتها و وسطها و آخرها- و أن نقتطع منها الجزأ المبين أعلاه لنتدبره بمعزل عن موضوع الآية...، غير آبهين حتى إلى تسبيق المباشرة على الأكل و الشرب عند نزول التشريع الجديد بأمارة قوله :فالئن.أعتقد أن في في هذا مغبة بالغة.
أعوذ بالله من جهلي و أسأله هو الذي يكور الليل و يكور النهار
و هو الذي يحصي الليل و النهار يقول : علم ان لن تحصوه.أسأله أن يتوب علينا، هو وحده التواب الرحيم .
ثم بمناسبة العيد أهنئ اخواني أبو نصر و صالح، و كل زوار المنتدى، و كذا أمتنا بالعيد، داعيا راجيا المولى أن يقبل منا صالح أعمالنا، و أن يغفر لنا خطايانا و أن يسعنا برحمته، هو المولى لذلك و القادر عليه.
مشاركتي في هذا الموضوع لا تجاوز نقاطا قلائل هي بمنزلة الملاحظة ليس إلا:
- أولا: القول بتبين الخيط الأسود من الخيط الأبيض،لم يرد في نص القرآن أبدا، ففلق الإصباح -بمثل فلق الحب و النوى- يتم بثنائية الخيط الأبيض و الخيط الأسود. *
بينما في حال الليل ليس لنا أن نقول مثل ذلك لأن الليل تركيب تدريجي تدريج السلخ، و آية لهم الليل نسلخ منه النهار فاذا هم مظلمون، و هذا يصاحبه ثلاثية الألوان الأبيض- المنصرف- و الأسود -القادم- و الأحمر بينهما و يتبدى ظاهرا هذا الشفق في الافق.
- ثانيا : يقول -و أعتقد أنه دادي- أن علامة الليل هي الكوكب مشيرا إلى آية الخليل بينما الآية تنص على أنه كوكب نكرة و لم تعرفه كما الحال مع القمر و الشمس فمن أين لنا أن نعرفه بغير نص،هذا و أن ذات الآية لما تناولت هذين الأخيرين تناولتهما في حال بزوغهما وأظن أن هذا يلقي بظله على حال الكوكب و يعزز القول بأن فلما جن عليه الليل معناه لما ادلهم،
و منه قولنا للغابة الكثيفة المظلمة جنة.ومحصلة ذلك أن الآية لا تعطينا بأي حال مبتدأ الليل و لا النهار
- ثالثا : أعتقد أن الشمس دليل النهار بظهورها و هي دليل الليل بغروبها و القمر لا يدل على الليل لأن الله قدره منازل بينما الليل ليس كذلك و لا تربطه بمنازل القمرتلك أية علاقة، و أقف أنا عند هذا الحد لكي لا أ اقف ما ليس لي به علم لأن الشمس و القمر بحسبان و في اعتقادي أن عالم الفلك و الرصد له مقالته في تحديد الليل و النهار و أخشى من عواقب عدم احترام التخصص.
----------------------------------------------------
*يقول العليم الحكيم: وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمْ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنْ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنْ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ."187" البقرة.
يبدأ سياق آيات الصيام عند الآية 83 بقوله :...كما كتب على الذين من قبلكم.
ثم في الآية 187 يقول :...كنتم تختانون ... .و يقول :..فالئن باشروهن... .
فهل لنا أن نقف هنا و نتسائل : كيف كان الوضع قبل هذه الآيات؟.
ثم هل يجوز لنا أن نجزأ الآية التي تتحدث عن مباشرة النساء -في بدايتها و وسطها و آخرها- و أن نقتطع منها الجزأ المبين أعلاه لنتدبره بمعزل عن موضوع الآية...، غير آبهين حتى إلى تسبيق المباشرة على الأكل و الشرب عند نزول التشريع الجديد بأمارة قوله :فالئن.أعتقد أن في في هذا مغبة بالغة.
أعوذ بالله من جهلي و أسأله هو الذي يكور الليل و يكور النهار
و هو الذي يحصي الليل و النهار يقول : علم ان لن تحصوه.أسأله أن يتوب علينا، هو وحده التواب الرحيم .
Hacen AHMADI Said- عدد المساهمات : 2
تاريخ التسجيل : 31/08/2009
رد: بداية الصوم تكون بالتفريق بين الخيط الأبيض من الخيط الأسود، ونهايته يجب أن تكون كذلك.
وإلى كل رواد المنتدى جميعا وخاصة الأخ حسن:
عيدكم مبارك سعيد وتقبل الله الصلاة والصيام والقيام وسائر الأعمال وجعلنا من عتقاء شهره.
الأخ العزيز حسن، لقد صرحت بما أردت أن أصل إليه مع الأخ دادي.
فالآية لا تصلح دليلا بحد ذاتها على نهاية الليل لأن فيها إسناد إلى الليل كاملا ولا يمكن في البناء الأصولي -خصوصا مع رأي الأخ دادي في إدخال الغاية في المغيى كاملا- الاستدلال بهذه الآية على وقت بداية الليل لا بظهور الكوكب أو غيابه أو مقابلة الخيط الأبيض والخيط الأسود لطلوع الفجر وقياس المغرب عليه لأن هذا خارج عن دلالة الآية.
فالآية لا تصلح دليلا على المطلوب الذي يريده الأخ دادي لذلك نفسه تراه يقول: منطقي، واضح... وما أشبه من كلمات تعميمية كثيرا ما استعملت لتضليل العوام المساكين دونما تحديد وضبط.
ويبقى السؤال: هل من دليل آخر يا أخانا دادي يجعل الأمة ضالة بفطرها بتمام غروب الشمس اعتمادا على القرآن الكريم وحده فحسب؟!.
دعواتي
عيدكم مبارك سعيد وتقبل الله الصلاة والصيام والقيام وسائر الأعمال وجعلنا من عتقاء شهره.
الأخ العزيز حسن، لقد صرحت بما أردت أن أصل إليه مع الأخ دادي.
فالآية لا تصلح دليلا بحد ذاتها على نهاية الليل لأن فيها إسناد إلى الليل كاملا ولا يمكن في البناء الأصولي -خصوصا مع رأي الأخ دادي في إدخال الغاية في المغيى كاملا- الاستدلال بهذه الآية على وقت بداية الليل لا بظهور الكوكب أو غيابه أو مقابلة الخيط الأبيض والخيط الأسود لطلوع الفجر وقياس المغرب عليه لأن هذا خارج عن دلالة الآية.
فالآية لا تصلح دليلا على المطلوب الذي يريده الأخ دادي لذلك نفسه تراه يقول: منطقي، واضح... وما أشبه من كلمات تعميمية كثيرا ما استعملت لتضليل العوام المساكين دونما تحديد وضبط.
ويبقى السؤال: هل من دليل آخر يا أخانا دادي يجعل الأمة ضالة بفطرها بتمام غروب الشمس اعتمادا على القرآن الكريم وحده فحسب؟!.
دعواتي
صالح- مشرف
- عدد المساهمات : 59
تاريخ التسجيل : 30/08/2009
رد: بداية الصوم تكون بالتفريق بين الخيط الأبيض من الخيط الأسود، ونهايته يجب أن تكون كذلك.
عزمت بسم الله،
ـ بداية أقدم تهاني لكل من شهد الشهر الذي هو خير من ألف شهر، وشهد فرحة العيد السعيد، أرجو الله تعالى أن يتقبل منا صالح الأعمال، وأن يغفر لنا غفلتنا عن ذكره إنه هو الغفور الرحيم.
ـ الظاهر أن الإشكال في هذا الموضوع هو في تحديد بداية الليل، أما بداية الصوم فهو محدد بتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر، ولمحاولة فهم آيات نهاية الصوم فما علينا إلا أن نتدبر كتاب الله تعالى ما دام الله تعالى قال عنه إنه ميسر، مفصل، ومبين، (فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنذِرَ بِهِ قَوْمًا لُدًّا)(97) مريم. الدخان "58". (وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا)(12) الإسراء. طس تِلْكَ آيَاتُ الْقُرْآنِ وَكِتَابٍ مُبِينٍ)(1)، و "75"النمل.
ـ بما أنني استأذنت الدخول إلى هذا المنتدى لأستفيد من الأساتذة المختصين فأُذن لي، فأرجو من الأساتذة الكرام أن يبينوا لنا من القرآن المبين الدليل الذي يستندون إليه على أن نهاية الصوم تكون مع غروب الشمس، لأن القرآن المفصل تفصيلا لم يحدد نهاية الصوم بغروب الشمس، فمن أين لنا أن نعول على غروبها كدليل لنهاية الصوم الذي نبدأه بظهور الخيط الأبيض من الفجر؟
ـ الأستاذ حسن أرجو من فضلكم أن تشرحوا لنا قول الله تعالى:
• ثم أتموا الصيام إلى الليل.
• إِنَّ رَبَّكُمْ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ(54). الأعراف.
1. هل ما يقوم به المؤذنون من السرعة والتنافس على من يؤذن الأول، ليحظى بالأسبقية، حتى لو لم يختفي قرص الشمس تماما يعد من شرع الله ومما أمر به سبحانه ؟
2. إذا كان المولى تعالى جعل الليل يطلب النهار حثيثا، ألا يدل ذلك على تحديد بداية الليل عند وصول بداية الظلام إلى المغرب؟
ـ أما الأستاذ الفاضل صالح فأقول له لم أدخل إلى هذا المنتدى بنية تضليل العوام المساكين كما تقول، لأن العلم بما تخفي الصدور هو من ملك الله تعالى وحده، وهو الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور.
أما عن سؤالك: هل من دليل آخر الأخ دادي يجعل الأمة ضالة بفطرها بتمام غروب الشمس باعتماد على القرآن الكريم وحده فحسب.
أقول إن القرآن العظيم لم يحدد إتمام الصوم بغروب الشمس ولا بتمامها، إنما أمر الله تعالى هو: ثم أتموا الصيام إلى الليل. لنخلص عملنا لله تعالى فنبحث عن معنى الليل الذي جعله الله لبداية الأكل والشرب والرفث، إلى أن يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر.
ألا يدل تساؤلكم هذا على أن القرآن العظيم غير مبين وغير مفصل؟ وماذا ينبغي أن نفهم من قوله تعالى: مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ(38). الأنعام.
وأما قولكم: (الآخ دادي يجعل الأمة ضالة بفطرها بتمام غروب الشمس باعتماد على القرآن الكريم وحده فحسب. ). أقول لا أظن انك تقصد أن القرآن المبين غير مبيّن وغير كاف وحده فحسب.
ـ إليكم ما جاء في تفسير الطبري لعله يفيد:
ويقال لقائلي ذلك إن كان النهار عندكم كما وصفتم هو ارتفاع الشمس وتكامل طلوعها وذهاب جميع سدفة الليل وغبس سواده فكذلك عندكم الليل هو تتام غروب الشمس وذهاب ضيائها وتكامل يخلو الليل وظلامه فإن قالوا ذلك كذلك قيل لهم فقد يجب أن يكون الصوم إلى مغيب الشفق وذهاب ضوء الشمس وبياضها من أفق السماء فإن قالوا ذلك كذلك أوجبوا الصوم إلى مغيب الشفق الذي هو بياض وذلك قول إن قالوه مدفوع بنقل الحجة التي لا يجوز فيما نقلته مجمعة عليه الخطأ والسهو على تخطئته وإن قالوا بل أول الليل ابتداء سدفته وظلامه ومغيب عين قيل لهم وكذلك أول النهار طلوع أول ضياء الشمس ومغيب أوائل سدفة الليل ثم يعكس عليه القول في ذلك ويسئل الفرق بين ذلك فلن يقول في أحدهما قولا إلا ألزم في الآخر مثله وأما الفجر فإنه مصدر من قول القائل تفجر الماء يتفجر فجرا إذا انبعث وجرى فقيل للطالع من تباشير ضياء الشمس من مطلع الشمس فجر لانبعاث ضوئه عليهم وتورده عليهم بطرقهم ومحاجهم تفجر الماء المنفجر من منبعه وأما قوله ثم أتموا الصيام إلى الليل فإنه تعالى ذكره حد الصوم بأن آخر وقته إقبال الليل كما حد الإفطار وإباحة الأكل والشرب والجماع وأول الصوم بمجيء أول النهار وأول إدبار آخر الليل فدل بذلك على أن لا صوم بالليل كما لا فطر بالنهار في أيام الصوم وعلى أن المواصل مجوع نفسه طاعة ربه كما حدثنا هناد قال ثنا أبو معاوية ووكيع وعبدة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عاصم بن عمرو عن عمر قال قال رسول الله إذا أقبل الليل وأدبر النهار وغابت الشمس فقد أفطر الصائم.
تفسير الطبري ج 2 ص 177 قرص 1300 كتاب.
ـ هل الطبري هو الآخر متهم بتضليل العوام المساكين؟
تحياتي واحترامي لكم جميعا.
ـ بداية أقدم تهاني لكل من شهد الشهر الذي هو خير من ألف شهر، وشهد فرحة العيد السعيد، أرجو الله تعالى أن يتقبل منا صالح الأعمال، وأن يغفر لنا غفلتنا عن ذكره إنه هو الغفور الرحيم.
ـ الظاهر أن الإشكال في هذا الموضوع هو في تحديد بداية الليل، أما بداية الصوم فهو محدد بتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر، ولمحاولة فهم آيات نهاية الصوم فما علينا إلا أن نتدبر كتاب الله تعالى ما دام الله تعالى قال عنه إنه ميسر، مفصل، ومبين، (فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنذِرَ بِهِ قَوْمًا لُدًّا)(97) مريم. الدخان "58". (وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا)(12) الإسراء. طس تِلْكَ آيَاتُ الْقُرْآنِ وَكِتَابٍ مُبِينٍ)(1)، و "75"النمل.
ـ بما أنني استأذنت الدخول إلى هذا المنتدى لأستفيد من الأساتذة المختصين فأُذن لي، فأرجو من الأساتذة الكرام أن يبينوا لنا من القرآن المبين الدليل الذي يستندون إليه على أن نهاية الصوم تكون مع غروب الشمس، لأن القرآن المفصل تفصيلا لم يحدد نهاية الصوم بغروب الشمس، فمن أين لنا أن نعول على غروبها كدليل لنهاية الصوم الذي نبدأه بظهور الخيط الأبيض من الفجر؟
ـ الأستاذ حسن أرجو من فضلكم أن تشرحوا لنا قول الله تعالى:
• ثم أتموا الصيام إلى الليل.
• إِنَّ رَبَّكُمْ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ(54). الأعراف.
1. هل ما يقوم به المؤذنون من السرعة والتنافس على من يؤذن الأول، ليحظى بالأسبقية، حتى لو لم يختفي قرص الشمس تماما يعد من شرع الله ومما أمر به سبحانه ؟
2. إذا كان المولى تعالى جعل الليل يطلب النهار حثيثا، ألا يدل ذلك على تحديد بداية الليل عند وصول بداية الظلام إلى المغرب؟
ـ أما الأستاذ الفاضل صالح فأقول له لم أدخل إلى هذا المنتدى بنية تضليل العوام المساكين كما تقول، لأن العلم بما تخفي الصدور هو من ملك الله تعالى وحده، وهو الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور.
أما عن سؤالك: هل من دليل آخر الأخ دادي يجعل الأمة ضالة بفطرها بتمام غروب الشمس باعتماد على القرآن الكريم وحده فحسب.
أقول إن القرآن العظيم لم يحدد إتمام الصوم بغروب الشمس ولا بتمامها، إنما أمر الله تعالى هو: ثم أتموا الصيام إلى الليل. لنخلص عملنا لله تعالى فنبحث عن معنى الليل الذي جعله الله لبداية الأكل والشرب والرفث، إلى أن يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر.
ألا يدل تساؤلكم هذا على أن القرآن العظيم غير مبين وغير مفصل؟ وماذا ينبغي أن نفهم من قوله تعالى: مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ(38). الأنعام.
وأما قولكم: (الآخ دادي يجعل الأمة ضالة بفطرها بتمام غروب الشمس باعتماد على القرآن الكريم وحده فحسب. ). أقول لا أظن انك تقصد أن القرآن المبين غير مبيّن وغير كاف وحده فحسب.
ـ إليكم ما جاء في تفسير الطبري لعله يفيد:
ويقال لقائلي ذلك إن كان النهار عندكم كما وصفتم هو ارتفاع الشمس وتكامل طلوعها وذهاب جميع سدفة الليل وغبس سواده فكذلك عندكم الليل هو تتام غروب الشمس وذهاب ضيائها وتكامل يخلو الليل وظلامه فإن قالوا ذلك كذلك قيل لهم فقد يجب أن يكون الصوم إلى مغيب الشفق وذهاب ضوء الشمس وبياضها من أفق السماء فإن قالوا ذلك كذلك أوجبوا الصوم إلى مغيب الشفق الذي هو بياض وذلك قول إن قالوه مدفوع بنقل الحجة التي لا يجوز فيما نقلته مجمعة عليه الخطأ والسهو على تخطئته وإن قالوا بل أول الليل ابتداء سدفته وظلامه ومغيب عين قيل لهم وكذلك أول النهار طلوع أول ضياء الشمس ومغيب أوائل سدفة الليل ثم يعكس عليه القول في ذلك ويسئل الفرق بين ذلك فلن يقول في أحدهما قولا إلا ألزم في الآخر مثله وأما الفجر فإنه مصدر من قول القائل تفجر الماء يتفجر فجرا إذا انبعث وجرى فقيل للطالع من تباشير ضياء الشمس من مطلع الشمس فجر لانبعاث ضوئه عليهم وتورده عليهم بطرقهم ومحاجهم تفجر الماء المنفجر من منبعه وأما قوله ثم أتموا الصيام إلى الليل فإنه تعالى ذكره حد الصوم بأن آخر وقته إقبال الليل كما حد الإفطار وإباحة الأكل والشرب والجماع وأول الصوم بمجيء أول النهار وأول إدبار آخر الليل فدل بذلك على أن لا صوم بالليل كما لا فطر بالنهار في أيام الصوم وعلى أن المواصل مجوع نفسه طاعة ربه كما حدثنا هناد قال ثنا أبو معاوية ووكيع وعبدة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عاصم بن عمرو عن عمر قال قال رسول الله إذا أقبل الليل وأدبر النهار وغابت الشمس فقد أفطر الصائم.
تفسير الطبري ج 2 ص 177 قرص 1300 كتاب.
ـ هل الطبري هو الآخر متهم بتضليل العوام المساكين؟
تحياتي واحترامي لكم جميعا.
رد: بداية الصوم تكون بالتفريق بين الخيط الأبيض من الخيط الأسود، ونهايته يجب أن تكون كذلك.
الأخ دادي سلام الله عليك ورحمته وبركاته.
لقد استخدمتم في أول مداخلتكم خطابا تقريعيا إذ قلتم:
[ـ مع الأسف المؤذنون يعتمدون على الرواية عن رسول الله، " عليه أصلي و أسلم" و من بين هذه الروايات حديث ( لا تزال أمتي بخير ما عجلوا الفطور و أخروا السحور).]
وقلتم:[هنيئا لمن صام من طلوع الفجر ثم أتم الصيام إلى الليل، وهنيئا لمن اقتنع بغير ذلك، لأن الله تعالى سوف يحكم بيننا فيما نحن فيه مختلفون.والسلام على من اتبع هدى الله.]
خصوصا إذا تتبعنا مداخلاتك فلا نجد فيها تحية الإسلام ولا ردها وقد ختمتها بقولك سلام على من اتبع هدى الله.
وقلتم: [فلا أجد علاقة لشروق الشمس وغروبها بالنسبة للصوم، فمن الذي غير من حدود الله؟؟؟]
فأرجو أن تتريث قليلا في الأحكام حتى تبنيها على الحجة والدليل.
وقد قلتم: [ومن المفروض أن خطاب الله تعالى واضح ومفهوم ولا يمكن أن يختلف في ذلك اثنان]
وقلتم: [هل هذه الآية العظيمة غير واضحة و غير مفصلة تفصيلا دقيقا؟ (ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ ).]
لذلك طالبناك بالتفصيل فيها فلم تأت بشيء سوى تكرار الآية ولا دلالة فيها على نهاية النهار وبداية الليل فلكيا، غاية ما تتعلق به هو إتمام الصيام إلى الليل ولا أحد يخالف في الإتمام ولكن ما ادعيت الوصول إليه من خلال هذه الآية هو بداية الليل فأين تجد ذلك في قوله تعالى: (أتموا الصيام إلى الليل)
فالإتمام إلى الليل متفق عليه والسؤال الذي نريد جوابا واضحا عنه كيف تدل هذه الآية المبينة المفصلة على أن بداية الليل ظهور كوكب؟!
ومما يبين أن لا دليل مفصل فيها قولكم: [إذا كانت بداية الصوم ببيان الخيط الأبيض من الخيط الأسود، فلماذا لا يكون نفس الشيء بالنسبة للإفطار، فيكون حين يتبين الخيط الأسود من الخيط الأبيض؟ ويكون بذلك قد أتممنا الصيام إلى الليل، كما بدأناه في الفجر مؤتمرين بأمر الله تعالى؟ فلا أجد علاقة لشروق الشمس وغروبها بالنسبة للصوم]
وقولكم: [مشيئة المولى تعالى اقتضت أن تكون بداية الصوم بظهور الخيط الأبيض من الفجر، ومن المنطقي أن تكون نهاية الصوم بنهايته كذلك]
وقولكم أيضا: [والليل يبدأ بعد غروب الشمس تماما، ويظهر في السماء الكوكب الذي يظهر مباشرة ( لو تلاحظون ذلك) بعد غروبها، وهي بضع دقائق فقط بعد الغروب. والدليل على ذلك قوله تعالى : أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ."187" البقرة.] ما علاقة قوله تعالى: (ليلة الصيام) بتحديد بداية الليل ؟ كيف تدل هذه الآية على بداية الليل؟!
وقولكم: [أقترح أن يكون الإفطار بعد صلاة المغرب، فيكون بذلك قد أتممنا الصيام إلى الليل.]
هل أنت تقترح أم تبلغنا حدا من حدود الله القطعية المبينة المفصلة في الكتاب الذي أعرضنا عنه في نظرك؟!
وقبل السؤال عن الحجة في الإفطار بغروب الشمس أنت مطالب أخي الكريم بإثبات دلالة هذه الآية على ما ادعيت من وجوب الإفطار بظهور الكوكب أو تقر بعدم إمكان إثبات ذلك بها، ولك أن تستدل بأي آية من كتاب الله تعالى فيها تصريح ودلالة لا يختلف فيها اثنان -حسب قولك- على بداية الليل.
أما عن تضليل العوام المساكين فأنا لم أقصدك أنت تحديدا وإنما أشرت إلى هذا النوع من الخطاب الذي يستخدمه كثير من الدعاة لصرف العامة عما يريدون وجعلهم يقبلون على ما يريدون وترهيبهم بالنار فيما لا يقدرون هم أنفسهم على إثبات الحق اليقين فيه. ومن المعلوم -حسب الظاهر- أن مقدمكم الكريم إلى المنتدى إنما هو للإفادة والاستفادة وهو ما لمسناه في مداخلاتكم القيمة، وأنا شخصيا أكبر فيكم الشجاعة في تناول الأحكام الفقهية بهذه الصورة.
أما النص الذي نقلته عن الطبري فأنا أخالفه فيما قال كما أخالفك أيضا في الإلزام المدعى بين أول النهار وأول الليل في قوله: [ويسئل الفرق بين ذلك فلن يقول في أحدهما قولا إلا ألزم في الآخر مثله] فالمولى لم يقل: حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلى الليل مثله، فهذا التلازم محتاج إلى دليل لأن الآية حددت بداية النهار وسكتت عن بداية الليل وأمرت بإتمام الصيام إلى الليل. فالأمر تعبدي لا مجال فيه للمنطق وإلزام بعضه ببعض وكما قلت سابقا فإن المولى لو شاء لجعل الصيام إلى منتصف النهار أو وقت الزوال أو دونه أو أكثر منه ولا يعني حينها أن بداية الصوم تكون من منتصف الليل أو دونه أو أكثر منه. ونحن هنا بصدد البحث عن معنى دقيق أدقق من دلالة كلمة الليل.
ويزداد هذا الأمر تأكيدا أخي دادي بقولك: [هل هذه الآية العظيمة غير واضحة و غير مفصلة تفصيلا دقيقا؟ (ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ ).]
وبناء على هذا أيضا فنرجو أن نحصر نقاشنا في فحص مدى صحة هذه العبارة، ولا شك أن كلام الله محكم لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وهذا كله معتقدنا القاطع، ولكن خلافنا على الدلالة الجزئية للآيات على الأحكام، فلا يعني أن القرآن محكم ومفصل أن نثبت به كل شيء ونبني ذلك على قوله تعالى: (مافرطنا في الكتاب من شيء) إذ الكتاب هنا ليس القرآن، بدليل سياق الآية، (وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ) (38) بل الكتاب هنا هو اللوح المحفوظ الذي فيه غيب السماوات والأرض ولا يعلم ما فيه إلا علام الغيوب سبحانه، وإذا أصررت أخي على أن الكتاب هو القرآن الكريم فأت لنا من القرآن الكريم تفصيل الدواب والطير تفصيلا دقيقا لا يغادر شيئا!.
غير أن دلالة الآية على هذا المعنى متعلق بالمعنى الذي نفهمه من المفرَّط فيه فقد يحتمل أن يراد به القرآن الكريم غير أنها دلالة مرجوحة نظرا لعدم التخصيص في المفرَّط فيه فإن قلنا إن الآية لها معنى قوله تعالى : (أتممت لكم دينكم) فالمراد إذن في هذه الآية الأسس التي تهدي الإنسان وتبصره إلى عبادة الله. أما إن قيل إن المعنى هو ما يعلمه الله تعالى مما تأتيه الدواب والطير وتفعله كما يعلم ما يفعل الإنسان وما يأتيه ويذره وأن كل ذلك معلوم له سبحانه وسيحشر الجميع ويجد الكل ما عمل محضرا وأن ذلك منطبق أيضا على الدواب والطير فإن الكتاب هو اللوح المحفوظ وهذا المعنى هو المناسب للسياق الذي هو في محاجَّة الكافرين المنكرين للحشر والبعث ولنتدبر هذا السياق من قوله تعالى:
وَقَالُوا إِنْ هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ (29) وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى رَبِّهِمْ قَالَ أَلَيْسَ هَذَا بِالْحَقِّ قَالُوا بَلَى وَرَبِّنَا قَالَ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ (30) قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّهِ حَتَّى إِذَا جَاءَتْهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً قَالُوا يَا حَسْرَتَنَا عَلَى مَا فَرَّطْنَا فِيهَا وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ عَلَى ظُهُورِهِمْ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ (31) وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (32) قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ (33) وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ وَلَقَدْ جَاءَكَ مِنْ نَبَإِ الْمُرْسَلِينَ (34) وَإِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الْأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاءِ فَتَأْتِيَهُمْ بِآيَةٍ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ (35) إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ (36) وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّ اللَّهَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُنَزِّلَ آيَةً وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (37) وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ (38)
في انتظار الاستفادة من علمكم تفضلوا بقبول فائق تقديري واحترامي لجهودكم.
لقد استخدمتم في أول مداخلتكم خطابا تقريعيا إذ قلتم:
[ـ مع الأسف المؤذنون يعتمدون على الرواية عن رسول الله، " عليه أصلي و أسلم" و من بين هذه الروايات حديث ( لا تزال أمتي بخير ما عجلوا الفطور و أخروا السحور).]
وقلتم:[هنيئا لمن صام من طلوع الفجر ثم أتم الصيام إلى الليل، وهنيئا لمن اقتنع بغير ذلك، لأن الله تعالى سوف يحكم بيننا فيما نحن فيه مختلفون.والسلام على من اتبع هدى الله.]
خصوصا إذا تتبعنا مداخلاتك فلا نجد فيها تحية الإسلام ولا ردها وقد ختمتها بقولك سلام على من اتبع هدى الله.
وقلتم: [فلا أجد علاقة لشروق الشمس وغروبها بالنسبة للصوم، فمن الذي غير من حدود الله؟؟؟]
فأرجو أن تتريث قليلا في الأحكام حتى تبنيها على الحجة والدليل.
وقد قلتم: [ومن المفروض أن خطاب الله تعالى واضح ومفهوم ولا يمكن أن يختلف في ذلك اثنان]
وقلتم: [هل هذه الآية العظيمة غير واضحة و غير مفصلة تفصيلا دقيقا؟ (ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ ).]
لذلك طالبناك بالتفصيل فيها فلم تأت بشيء سوى تكرار الآية ولا دلالة فيها على نهاية النهار وبداية الليل فلكيا، غاية ما تتعلق به هو إتمام الصيام إلى الليل ولا أحد يخالف في الإتمام ولكن ما ادعيت الوصول إليه من خلال هذه الآية هو بداية الليل فأين تجد ذلك في قوله تعالى: (أتموا الصيام إلى الليل)
فالإتمام إلى الليل متفق عليه والسؤال الذي نريد جوابا واضحا عنه كيف تدل هذه الآية المبينة المفصلة على أن بداية الليل ظهور كوكب؟!
ومما يبين أن لا دليل مفصل فيها قولكم: [إذا كانت بداية الصوم ببيان الخيط الأبيض من الخيط الأسود، فلماذا لا يكون نفس الشيء بالنسبة للإفطار، فيكون حين يتبين الخيط الأسود من الخيط الأبيض؟ ويكون بذلك قد أتممنا الصيام إلى الليل، كما بدأناه في الفجر مؤتمرين بأمر الله تعالى؟ فلا أجد علاقة لشروق الشمس وغروبها بالنسبة للصوم]
وقولكم: [مشيئة المولى تعالى اقتضت أن تكون بداية الصوم بظهور الخيط الأبيض من الفجر، ومن المنطقي أن تكون نهاية الصوم بنهايته كذلك]
وقولكم أيضا: [والليل يبدأ بعد غروب الشمس تماما، ويظهر في السماء الكوكب الذي يظهر مباشرة ( لو تلاحظون ذلك) بعد غروبها، وهي بضع دقائق فقط بعد الغروب. والدليل على ذلك قوله تعالى : أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ."187" البقرة.] ما علاقة قوله تعالى: (ليلة الصيام) بتحديد بداية الليل ؟ كيف تدل هذه الآية على بداية الليل؟!
وقولكم: [أقترح أن يكون الإفطار بعد صلاة المغرب، فيكون بذلك قد أتممنا الصيام إلى الليل.]
هل أنت تقترح أم تبلغنا حدا من حدود الله القطعية المبينة المفصلة في الكتاب الذي أعرضنا عنه في نظرك؟!
وقبل السؤال عن الحجة في الإفطار بغروب الشمس أنت مطالب أخي الكريم بإثبات دلالة هذه الآية على ما ادعيت من وجوب الإفطار بظهور الكوكب أو تقر بعدم إمكان إثبات ذلك بها، ولك أن تستدل بأي آية من كتاب الله تعالى فيها تصريح ودلالة لا يختلف فيها اثنان -حسب قولك- على بداية الليل.
أما عن تضليل العوام المساكين فأنا لم أقصدك أنت تحديدا وإنما أشرت إلى هذا النوع من الخطاب الذي يستخدمه كثير من الدعاة لصرف العامة عما يريدون وجعلهم يقبلون على ما يريدون وترهيبهم بالنار فيما لا يقدرون هم أنفسهم على إثبات الحق اليقين فيه. ومن المعلوم -حسب الظاهر- أن مقدمكم الكريم إلى المنتدى إنما هو للإفادة والاستفادة وهو ما لمسناه في مداخلاتكم القيمة، وأنا شخصيا أكبر فيكم الشجاعة في تناول الأحكام الفقهية بهذه الصورة.
أما النص الذي نقلته عن الطبري فأنا أخالفه فيما قال كما أخالفك أيضا في الإلزام المدعى بين أول النهار وأول الليل في قوله: [ويسئل الفرق بين ذلك فلن يقول في أحدهما قولا إلا ألزم في الآخر مثله] فالمولى لم يقل: حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلى الليل مثله، فهذا التلازم محتاج إلى دليل لأن الآية حددت بداية النهار وسكتت عن بداية الليل وأمرت بإتمام الصيام إلى الليل. فالأمر تعبدي لا مجال فيه للمنطق وإلزام بعضه ببعض وكما قلت سابقا فإن المولى لو شاء لجعل الصيام إلى منتصف النهار أو وقت الزوال أو دونه أو أكثر منه ولا يعني حينها أن بداية الصوم تكون من منتصف الليل أو دونه أو أكثر منه. ونحن هنا بصدد البحث عن معنى دقيق أدقق من دلالة كلمة الليل.
ويزداد هذا الأمر تأكيدا أخي دادي بقولك: [هل هذه الآية العظيمة غير واضحة و غير مفصلة تفصيلا دقيقا؟ (ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ ).]
وبناء على هذا أيضا فنرجو أن نحصر نقاشنا في فحص مدى صحة هذه العبارة، ولا شك أن كلام الله محكم لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وهذا كله معتقدنا القاطع، ولكن خلافنا على الدلالة الجزئية للآيات على الأحكام، فلا يعني أن القرآن محكم ومفصل أن نثبت به كل شيء ونبني ذلك على قوله تعالى: (مافرطنا في الكتاب من شيء) إذ الكتاب هنا ليس القرآن، بدليل سياق الآية، (وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ) (38) بل الكتاب هنا هو اللوح المحفوظ الذي فيه غيب السماوات والأرض ولا يعلم ما فيه إلا علام الغيوب سبحانه، وإذا أصررت أخي على أن الكتاب هو القرآن الكريم فأت لنا من القرآن الكريم تفصيل الدواب والطير تفصيلا دقيقا لا يغادر شيئا!.
غير أن دلالة الآية على هذا المعنى متعلق بالمعنى الذي نفهمه من المفرَّط فيه فقد يحتمل أن يراد به القرآن الكريم غير أنها دلالة مرجوحة نظرا لعدم التخصيص في المفرَّط فيه فإن قلنا إن الآية لها معنى قوله تعالى : (أتممت لكم دينكم) فالمراد إذن في هذه الآية الأسس التي تهدي الإنسان وتبصره إلى عبادة الله. أما إن قيل إن المعنى هو ما يعلمه الله تعالى مما تأتيه الدواب والطير وتفعله كما يعلم ما يفعل الإنسان وما يأتيه ويذره وأن كل ذلك معلوم له سبحانه وسيحشر الجميع ويجد الكل ما عمل محضرا وأن ذلك منطبق أيضا على الدواب والطير فإن الكتاب هو اللوح المحفوظ وهذا المعنى هو المناسب للسياق الذي هو في محاجَّة الكافرين المنكرين للحشر والبعث ولنتدبر هذا السياق من قوله تعالى:
وَقَالُوا إِنْ هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ (29) وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى رَبِّهِمْ قَالَ أَلَيْسَ هَذَا بِالْحَقِّ قَالُوا بَلَى وَرَبِّنَا قَالَ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ (30) قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّهِ حَتَّى إِذَا جَاءَتْهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً قَالُوا يَا حَسْرَتَنَا عَلَى مَا فَرَّطْنَا فِيهَا وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ عَلَى ظُهُورِهِمْ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ (31) وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (32) قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ (33) وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ وَلَقَدْ جَاءَكَ مِنْ نَبَإِ الْمُرْسَلِينَ (34) وَإِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الْأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاءِ فَتَأْتِيَهُمْ بِآيَةٍ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ (35) إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ (36) وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّ اللَّهَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُنَزِّلَ آيَةً وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (37) وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ (38)
في انتظار الاستفادة من علمكم تفضلوا بقبول فائق تقديري واحترامي لجهودكم.
صالح- مشرف
- عدد المساهمات : 59
تاريخ التسجيل : 30/08/2009
رد: بداية الصوم تكون بالتفريق بين الخيط الأبيض من الخيط الأسود، ونهايته يجب أن تكون كذلك.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إخواني الكرام، وجزاكم الله خيرا على هذا الحوار الهادئ، ولا ريب أن الهدف منه هو البحث عن الحقيقة، والحقيقة ليست حكرا على أحد، فلا "غرفة للأسرار المقدسة" في الإسلام، وإنما المعيار هو العلم والتجرد.
إني أفضل دائما البداية من النقاش في المنهج، وبوضوح المنهج تتجلى الفروع، وبما أن الأخ دادي أراد -حسب أول مشاركة له- أن يبين مدى خطورة الاعتماد على الرواية، وأن ذلك أدى إلى تحريف وقت الإفطار " الواضح" في القرآن، ولا أعتقد أن الأخ دادي غرضه إغراقنا في هذه المسألة بقدر ما يريد أن يلفت انتباهنا إلى خطورة اعتماد الرواية إلى جنب القرآن، وبودي من الأخ دادي أن يفتح لنا موضوعا مستقلا يبين لنا ملامح تلك الخطورة كي ننجو بأنفسنا منها إن كانت حقا، وواضح أن مناقشة مدى دلالة الآية على وقت الإفطار لا يزيد للمنهج جلاء، لأن النقاش اعتمد القرآن وحده منطلقا، وهو استفراغ للوسع في فهمه.
وبخصوص هذه المسألة، فمدار الخلاف كله في تحديد بداية الليل ومدى دلالة الآية على تلك البداية، فالأخ دادي يقول إن بداية الليل هي استواء الظلمة في السماء حتى يكون النهار كالخيط الأبيض تماما كما ابتدأ الصيام، ودليله على ذلك أمور:
- المقابلة في الآية، بحيث يرى أنه كما بدأنا الصيام مع مطلع النهار علينا أن نتمه مع انتهائه تماما من السماء واستواء الليل، لنكون صمنا النهار كاملا.
- فهم أن "أتموا الصيام" معناها أتموا صيام النهار كاملا.
- يرى أن ابتداء الليل يكون بظهور الكوكب، واستدل بقوله تعالى: " فلما جن عليه الليل رأى كوكبا".
- وأخيرا نقل قولا للطبري.
وأُجِيبَ على أدلته كالتالي:
- أن المقابلة - لو سلمنا بها- تقتضي أن يكون الإفطار مع المغرب لأن الليل والنهار متداخلان ولابد من اعتبار أول التداخل أو نهايته لتحديد حديهما، فكما أن الله اعتبر بداية التداخل بداية للصيام فيعتبر ذلك في المغرب كذلك، على أن القرآن يشير إلى ارتباط النهار بالشمس كقوله تعالى: " إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا (5) إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا (6) إِنَّ لَكَ فِي النَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلًا (7) وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا"
وكقوله كذلك: " قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَاءٍ أَفَلَا تَسْمَعُونَ" ومصدر الضياء هو الشمس"هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً"، وآيات كثيرا تبين أن الشمس آية مبصرة للنهار.
- أما أتموا فليس لها علاقة بالزمن مباشرة بقدر ما معناها أداء على وجه التمام، أما الزمن فيعرف من الإسناد بـ"إلى" وهي تدل هنا على عدم دخول الحد.
- أما دلالة الآية " فلما جن عليه الليل رأى كوكبا" فلاعلاقة له بتحديد بداية الليل، لأن كلمة جن بمعنى المبالغة في الستر والظلمة كما يقول أهل اللغة.
- أما النقل عن الطبري - وهو على كل حال لا يعتبر دليلا- فلا أعرف وجه الشاهد فيه، لأن المنقول كان في سياق الرد على من يقول بأن الصوم يبدأ مع طلوع أول خيوط الشمس اعتبارا منهم بأن بداية الصوم تكون باختفاء كل أثر الليل، وألزمهم بأن ذلك يستلزم أن يقولوا كذلك في الإفطار باستواء الليل وحلوكه واختفاء أي أثر للضوء، لأنهم لم يأخذوا بالقول ببداية النهار وبداية الليل.
هنا يبقى السؤال المطروح هو مدى مساهمة السنة المروية عنه -صلى الله عليه وسلم- في الفصل في معنى الآية، وهل يعتبر الأخ دادي ذلك أم لا، وإن كان لا فلماذا؟
والأمر الآخر: ما مدى مساهمة علم الفلك في تحديد مبدأ الليل ومنتهاه، لأنه في التقويم والرصد الفلكي يعتبر طول الليل والنهار وتساويهما في الاعتدالين الخريفي والربيعي - باعتبار الشروق الغروب.
فنتأمل هذه الصورة:
إني أفضل دائما البداية من النقاش في المنهج، وبوضوح المنهج تتجلى الفروع، وبما أن الأخ دادي أراد -حسب أول مشاركة له- أن يبين مدى خطورة الاعتماد على الرواية، وأن ذلك أدى إلى تحريف وقت الإفطار " الواضح" في القرآن، ولا أعتقد أن الأخ دادي غرضه إغراقنا في هذه المسألة بقدر ما يريد أن يلفت انتباهنا إلى خطورة اعتماد الرواية إلى جنب القرآن، وبودي من الأخ دادي أن يفتح لنا موضوعا مستقلا يبين لنا ملامح تلك الخطورة كي ننجو بأنفسنا منها إن كانت حقا، وواضح أن مناقشة مدى دلالة الآية على وقت الإفطار لا يزيد للمنهج جلاء، لأن النقاش اعتمد القرآن وحده منطلقا، وهو استفراغ للوسع في فهمه.
وبخصوص هذه المسألة، فمدار الخلاف كله في تحديد بداية الليل ومدى دلالة الآية على تلك البداية، فالأخ دادي يقول إن بداية الليل هي استواء الظلمة في السماء حتى يكون النهار كالخيط الأبيض تماما كما ابتدأ الصيام، ودليله على ذلك أمور:
- المقابلة في الآية، بحيث يرى أنه كما بدأنا الصيام مع مطلع النهار علينا أن نتمه مع انتهائه تماما من السماء واستواء الليل، لنكون صمنا النهار كاملا.
- فهم أن "أتموا الصيام" معناها أتموا صيام النهار كاملا.
- يرى أن ابتداء الليل يكون بظهور الكوكب، واستدل بقوله تعالى: " فلما جن عليه الليل رأى كوكبا".
- وأخيرا نقل قولا للطبري.
وأُجِيبَ على أدلته كالتالي:
- أن المقابلة - لو سلمنا بها- تقتضي أن يكون الإفطار مع المغرب لأن الليل والنهار متداخلان ولابد من اعتبار أول التداخل أو نهايته لتحديد حديهما، فكما أن الله اعتبر بداية التداخل بداية للصيام فيعتبر ذلك في المغرب كذلك، على أن القرآن يشير إلى ارتباط النهار بالشمس كقوله تعالى: " إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا (5) إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا (6) إِنَّ لَكَ فِي النَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلًا (7) وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا"
وكقوله كذلك: " قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَاءٍ أَفَلَا تَسْمَعُونَ" ومصدر الضياء هو الشمس"هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً"، وآيات كثيرا تبين أن الشمس آية مبصرة للنهار.
- أما أتموا فليس لها علاقة بالزمن مباشرة بقدر ما معناها أداء على وجه التمام، أما الزمن فيعرف من الإسناد بـ"إلى" وهي تدل هنا على عدم دخول الحد.
- أما دلالة الآية " فلما جن عليه الليل رأى كوكبا" فلاعلاقة له بتحديد بداية الليل، لأن كلمة جن بمعنى المبالغة في الستر والظلمة كما يقول أهل اللغة.
- أما النقل عن الطبري - وهو على كل حال لا يعتبر دليلا- فلا أعرف وجه الشاهد فيه، لأن المنقول كان في سياق الرد على من يقول بأن الصوم يبدأ مع طلوع أول خيوط الشمس اعتبارا منهم بأن بداية الصوم تكون باختفاء كل أثر الليل، وألزمهم بأن ذلك يستلزم أن يقولوا كذلك في الإفطار باستواء الليل وحلوكه واختفاء أي أثر للضوء، لأنهم لم يأخذوا بالقول ببداية النهار وبداية الليل.
هنا يبقى السؤال المطروح هو مدى مساهمة السنة المروية عنه -صلى الله عليه وسلم- في الفصل في معنى الآية، وهل يعتبر الأخ دادي ذلك أم لا، وإن كان لا فلماذا؟
والأمر الآخر: ما مدى مساهمة علم الفلك في تحديد مبدأ الليل ومنتهاه، لأنه في التقويم والرصد الفلكي يعتبر طول الليل والنهار وتساويهما في الاعتدالين الخريفي والربيعي - باعتبار الشروق الغروب.
فنتأمل هذه الصورة:
أبونصر- مشرف
- عدد المساهمات : 101
تاريخ التسجيل : 30/08/2009
رد: بداية الصوم تكون بالتفريق بين الخيط الأبيض من الخيط الأسود، ونهايته يجب أن تكون كذلك.
عزمت بسم الله،
الأخ الفاضل صالح تحية من عند الله عليكم،
لم أقصد أبدا التقريع أو الخطاب التقريعي، وإلا لكنت اقترفت إثما وهي تزكية النفس، أو الاعتداد برأيي، فمعذرة إن لم أوفق في ذلك، وأعتمد على كرمكم وسعة صدركم.
مرة أخرى أريد أن أوضح أني لم أكن أبدا ولست متطاولا على من يحمل أدوات البحث ومن هو مؤهل لذلك.
إلا أني أعتقد أنه من حقي ومن حق أي كان أن يتساءل بدون أي مانع أو طابور أو خشية الإحراج لأن الحقيقة، ما عدا الحقيقة هي ضالة المؤمن...
أما عن النص الذي نقلته عن الطبري فأشكركم لأني شخصيا مثلكم أخالفه، وما سبب إيراده إلا لأشعر القراء الكرام إلى أي حد يمتد الاختلاف في الفهم والتفسير.
وكما تفضلتم به وقلتم: ونحن هنا بصدد البحث عن معنى دقيق أدقق من دلالة كلمة الليل.
وقد لفت انتباهي صورة حقيقية فوتوغرافية لكرة الأرض التي تسبح في الفضاء وسط محيط مظلم وأثر أشعة الشمس عليها، وقفز إلى ذهني قول العليم الحكيم: إِنَّ رَبَّكُمْ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ(54). الأعراف. وتعجبت كيف أن الليل يطلب النهار حثيثا، ويولج المولى تعالى الليل في النهار.
وعليه فقد يكون الحل المناسب في وضع الثقة التامة في العلم لتحديد بداية الليل التي تكون فيها الكرة الأرضية أدارت ظهرها لعين الشمس ( أي الغروب) والاعتماد على رأي الفلك مثلا في تحديد الغروب الكامل بالضبت، وبالتالي تحديد بداية الليل أي ( يطلب النهار حثيثا).
هذا هو رأيي المتواضع ولعله يحمل شيئا من الصواب؟
لكم مني جميعا أزكى سلام وتحية.
الأخ الفاضل صالح تحية من عند الله عليكم،
لم أقصد أبدا التقريع أو الخطاب التقريعي، وإلا لكنت اقترفت إثما وهي تزكية النفس، أو الاعتداد برأيي، فمعذرة إن لم أوفق في ذلك، وأعتمد على كرمكم وسعة صدركم.
مرة أخرى أريد أن أوضح أني لم أكن أبدا ولست متطاولا على من يحمل أدوات البحث ومن هو مؤهل لذلك.
إلا أني أعتقد أنه من حقي ومن حق أي كان أن يتساءل بدون أي مانع أو طابور أو خشية الإحراج لأن الحقيقة، ما عدا الحقيقة هي ضالة المؤمن...
أما عن النص الذي نقلته عن الطبري فأشكركم لأني شخصيا مثلكم أخالفه، وما سبب إيراده إلا لأشعر القراء الكرام إلى أي حد يمتد الاختلاف في الفهم والتفسير.
وكما تفضلتم به وقلتم: ونحن هنا بصدد البحث عن معنى دقيق أدقق من دلالة كلمة الليل.
وقد لفت انتباهي صورة حقيقية فوتوغرافية لكرة الأرض التي تسبح في الفضاء وسط محيط مظلم وأثر أشعة الشمس عليها، وقفز إلى ذهني قول العليم الحكيم: إِنَّ رَبَّكُمْ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ(54). الأعراف. وتعجبت كيف أن الليل يطلب النهار حثيثا، ويولج المولى تعالى الليل في النهار.
وعليه فقد يكون الحل المناسب في وضع الثقة التامة في العلم لتحديد بداية الليل التي تكون فيها الكرة الأرضية أدارت ظهرها لعين الشمس ( أي الغروب) والاعتماد على رأي الفلك مثلا في تحديد الغروب الكامل بالضبت، وبالتالي تحديد بداية الليل أي ( يطلب النهار حثيثا).
هذا هو رأيي المتواضع ولعله يحمل شيئا من الصواب؟
لكم مني جميعا أزكى سلام وتحية.
رد: بداية الصوم تكون بالتفريق بين الخيط الأبيض من الخيط الأسود، ونهايته يجب أن تكون كذلك.
عزمت بسم الله،
جزيل الشكر لكم الأخ الفاضل أبو نصر على الصورة، أليست من الصور التي تجعل الإنسان يسبح بحمد ربه؟
سوف أعلق على مداخلتكم الكريمة.
جزيل الشكر لكم الأخ الفاضل أبو نصر على الصورة، أليست من الصور التي تجعل الإنسان يسبح بحمد ربه؟
سوف أعلق على مداخلتكم الكريمة.
رد: بداية الصوم تكون بالتفريق بين الخيط الأبيض من الخيط الأسود، ونهايته يجب أن تكون كذلك.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرأً أخي daddi على هذه الروح الطيبة في المناقشة، وأشكرك بعمق على قبولك للحق
بعد أن ناقشت الدليل بالدليل، وبعد رؤيتك للصور وفهمك لدلالتها.
وهكذا آمل من كل باحث عن الحق أن يتجرد كتجردك ليصل الى الصواب دونما تعنت ولي لعنق الآيات، وافتراض صدق حديثه والاستماتة في الدفاع عنه، دونما محاولة فهم النقاش للوصول للحق
والحق فقط.
جزاك الله خيرا نموذج مشرف.
جزاك الله خيرأً أخي daddi على هذه الروح الطيبة في المناقشة، وأشكرك بعمق على قبولك للحق
بعد أن ناقشت الدليل بالدليل، وبعد رؤيتك للصور وفهمك لدلالتها.
وهكذا آمل من كل باحث عن الحق أن يتجرد كتجردك ليصل الى الصواب دونما تعنت ولي لعنق الآيات، وافتراض صدق حديثه والاستماتة في الدفاع عنه، دونما محاولة فهم النقاش للوصول للحق
والحق فقط.
جزاك الله خيرا نموذج مشرف.
مصلح- عدد المساهمات : 10
تاريخ التسجيل : 07/09/2009
رد: بداية الصوم تكون بالتفريق بين الخيط الأبيض من الخيط الأسود، ونهايته يجب أن تكون كذلك.
عزمت بسم الله،
أخي الفاضل الأستاذ أبو نصر سلام الله عليكم،
سيدي الكريم قلتم: أما أتموا فليس لها علاقة بالزمن مباشرة بقدر ما معناها أداء على وجه التمام، أما الزمن فيعرف من الإسناد بـ"إلى" وهي تدل هنا على عدم دخول الحد.
ـ أرجو من فضلكم أن تشرحوا لنا معنى قوله تعالى: إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدتُّمْ مِنْ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنقُصُوكُمْ شَيْئًا وَلَمْ يُظَاهِرُوا عَلَيْكُمْ أَحَدًا فَأَتِمُّوا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَى مُدَّتِهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ(4). التوبة.
ما معنى (فَأَتِمُّوا) ... (إِلَى مُدَّتِهِمْ )؟ وهل أتموا في هذه الآية الكريمة لا علاقة لها بالزمن؟
أخي الكريم قلتم: هنا يبقى السؤال المطروح هو مدى مساهمة السنة المروية عنه -صلى الله عليه وسلم- في الفصل في معنى الآية، وهل يعتبر الأخ دادي ذلك أم لا، وإن كان لا فلماذا؟
ـ أعزائي الكرام جوابا على تساؤل الأخ الفاضل أبو نصر، أضع بين أيديكم هذه الروايات، وهي في نفس الموضوع لنرى مدى الاختلاف الكثير فيها، وأرجو منكم أساتذتي الكرام تقديم رأيكم الصريح على ما جاء فيها، خاصة ما تحته خط، وهل تعتبر عندكم من الوحي ومن قول الرسول عليه السلام؟ وبعد ذلك سوف ننظر في سند الروايات لنرى ما قيل عن رواتها.
باب من تسحر فلم ينم حتى صلى الصبح 1083 حدثنا يعقوب بن إبراهيم قال حدثنا روح قال حدثنا سعيد عن قتادة عن أنس بن مالك رضي الله عنه ثم أن نبي الله صلى الله عليه وسلم وزيد بن ثابت رضي الله عنه تسحرا فلما فرغا من سحورهما قام نبي الله صلى الله عليه وسلم إلى الصلاة فصلى قلنا لأنس كم كان بين فراغهما من سحورهما ودخولهما في الصلاة قال كقدر ما يقرأ الرجل خمسين آية.
البخاري ج 1 ص 381 قرص 1300 كتاب.
ذكر الوقت الذي يحل فيه الإفطار للصوام 3512 أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي حدثنا إبراهيم بن بشار الرمادي حدثنا سفيان حدثنا أبو إسحاق الشيباني سمع عبد الله بن أبي أوفى يقول ثم كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فقال لرجل انزل فاجدح لنا قال الشمس يا رسول الله قال انزل فاجدح لنا قال الشمس يا رسول الله قال انزل فاجدح لنا فنزل فجدح فشرب فقال إذا رأيتم الليل قد اقبل من هاهنا وأدبر النهار من هاهنا فقد أفطر الصائم اجدح خوض السويق قاله أبو حاتم ذكر الإخبار بأن عين الشمس إذا سقطت حل للصائم الإفطار.
ابن حبان ج 8 ص 279 قرص 1300 كتاب.
1855 قوله سرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو صائم فلما غربت الشمس قال أنزل فأجدح لنا لم يسم المامور بذلك وقد أخرجه أبو داود عن مسدد شيخ البخاري فيه فسماه ولفظه فقال يا بلال انزل إلخ وأخرجه الإسماعيلي وأبو نعيم من طرق عن عبد الواحد وهو بن زياد شيخ مسدد فيه فاتفقت رواياتهم على قوله يا فلان فلعلها تصحفت ولعل هذا هو السر في حذف البخاري لها وقد سبق الحديث في الباب الذي قبله من رواية خالد عن الشيباني بلفظ يا فلان وذكرنا أن في حديث عمر ثم بن خزيمة قال قال لي النبي صلى الله عليه وسلم إذا أقبل الليل إلخ فيحتمل أن يكون المخاطب بذلك عمر فإن الحديث واحد فلما كان عمر هو المقول له إذا أقبل الليل إلخ احتمل أن يكون هو المقول له أولا اجدح لكن يؤيد كونه بلالا قوله في رواية شعبة المذكورة قبل فدعا صاحب شرابه فإن بلالا هو المعروف بخدمة النبي صلى الله عليه وسلم.
فتح الباري ج 4 ص 198 قرص 1300 كتاب.
يقول ملك يوم الدين: أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا(82). النساء. ويقول سبحانه: وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ(116). الأنعام.
صدق الله العظيم. والسلام عليكم.
أخي الفاضل الأستاذ أبو نصر سلام الله عليكم،
سيدي الكريم قلتم: أما أتموا فليس لها علاقة بالزمن مباشرة بقدر ما معناها أداء على وجه التمام، أما الزمن فيعرف من الإسناد بـ"إلى" وهي تدل هنا على عدم دخول الحد.
ـ أرجو من فضلكم أن تشرحوا لنا معنى قوله تعالى: إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدتُّمْ مِنْ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنقُصُوكُمْ شَيْئًا وَلَمْ يُظَاهِرُوا عَلَيْكُمْ أَحَدًا فَأَتِمُّوا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَى مُدَّتِهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ(4). التوبة.
ما معنى (فَأَتِمُّوا) ... (إِلَى مُدَّتِهِمْ )؟ وهل أتموا في هذه الآية الكريمة لا علاقة لها بالزمن؟
أخي الكريم قلتم: هنا يبقى السؤال المطروح هو مدى مساهمة السنة المروية عنه -صلى الله عليه وسلم- في الفصل في معنى الآية، وهل يعتبر الأخ دادي ذلك أم لا، وإن كان لا فلماذا؟
ـ أعزائي الكرام جوابا على تساؤل الأخ الفاضل أبو نصر، أضع بين أيديكم هذه الروايات، وهي في نفس الموضوع لنرى مدى الاختلاف الكثير فيها، وأرجو منكم أساتذتي الكرام تقديم رأيكم الصريح على ما جاء فيها، خاصة ما تحته خط، وهل تعتبر عندكم من الوحي ومن قول الرسول عليه السلام؟ وبعد ذلك سوف ننظر في سند الروايات لنرى ما قيل عن رواتها.
باب من تسحر فلم ينم حتى صلى الصبح 1083 حدثنا يعقوب بن إبراهيم قال حدثنا روح قال حدثنا سعيد عن قتادة عن أنس بن مالك رضي الله عنه ثم أن نبي الله صلى الله عليه وسلم وزيد بن ثابت رضي الله عنه تسحرا فلما فرغا من سحورهما قام نبي الله صلى الله عليه وسلم إلى الصلاة فصلى قلنا لأنس كم كان بين فراغهما من سحورهما ودخولهما في الصلاة قال كقدر ما يقرأ الرجل خمسين آية.
البخاري ج 1 ص 381 قرص 1300 كتاب.
ذكر الوقت الذي يحل فيه الإفطار للصوام 3512 أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي حدثنا إبراهيم بن بشار الرمادي حدثنا سفيان حدثنا أبو إسحاق الشيباني سمع عبد الله بن أبي أوفى يقول ثم كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فقال لرجل انزل فاجدح لنا قال الشمس يا رسول الله قال انزل فاجدح لنا قال الشمس يا رسول الله قال انزل فاجدح لنا فنزل فجدح فشرب فقال إذا رأيتم الليل قد اقبل من هاهنا وأدبر النهار من هاهنا فقد أفطر الصائم اجدح خوض السويق قاله أبو حاتم ذكر الإخبار بأن عين الشمس إذا سقطت حل للصائم الإفطار.
ابن حبان ج 8 ص 279 قرص 1300 كتاب.
1855 قوله سرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو صائم فلما غربت الشمس قال أنزل فأجدح لنا لم يسم المامور بذلك وقد أخرجه أبو داود عن مسدد شيخ البخاري فيه فسماه ولفظه فقال يا بلال انزل إلخ وأخرجه الإسماعيلي وأبو نعيم من طرق عن عبد الواحد وهو بن زياد شيخ مسدد فيه فاتفقت رواياتهم على قوله يا فلان فلعلها تصحفت ولعل هذا هو السر في حذف البخاري لها وقد سبق الحديث في الباب الذي قبله من رواية خالد عن الشيباني بلفظ يا فلان وذكرنا أن في حديث عمر ثم بن خزيمة قال قال لي النبي صلى الله عليه وسلم إذا أقبل الليل إلخ فيحتمل أن يكون المخاطب بذلك عمر فإن الحديث واحد فلما كان عمر هو المقول له إذا أقبل الليل إلخ احتمل أن يكون هو المقول له أولا اجدح لكن يؤيد كونه بلالا قوله في رواية شعبة المذكورة قبل فدعا صاحب شرابه فإن بلالا هو المعروف بخدمة النبي صلى الله عليه وسلم.
فتح الباري ج 4 ص 198 قرص 1300 كتاب.
يقول ملك يوم الدين: أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا(82). النساء. ويقول سبحانه: وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ(116). الأنعام.
صدق الله العظيم. والسلام عليكم.
عدل سابقا من قبل daddi في الخميس سبتمبر 24, 2009 5:13 pm عدل 1 مرات
رد: بداية الصوم تكون بالتفريق بين الخيط الأبيض من الخيط الأسود، ونهايته يجب أن تكون كذلك.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وعيد مبارك وكل عام وأنتم بخير.
أخي الكريم مقالي بأنه لا يمكن استفادة شيء بخصوص الوقت من كلمة الإتمام، لأن الإتمام متعلق بمدة معينة وتلك المدة تثبت بقرينة أخرى، فحتى لو قال الله تعالى صوموا إلى الليل لأدت نفس معنى أتموا بخصوص الالتزام بالوقت، لكن الإتمام فيه مزيد من الأمر بالفعل على وجه التمام، فلو فهمت من " إلى الليل" منتصف الليل مثلا كان الإتمام مطلوبا إلى منتصف الليل، ولو فهمت منه الغروب كان الإتمام مطلوبا إلى الغروب، لهذا وجب علينا تحليل قوله تعالى " إلى الليل" تحليلا لغويا وتحليلا سياقيا في القرآن لمعرفة المعنى المنتقى لكلمة الليل مع استحضار ما تفيده "إلى"، ثم الوصول إلى الوقت المقصود وبعد ذلك ستتعلق به كلمة الإتمام، ونفس الأمر بالنسبة للآية التي تفضلتم بإيرادها، فمعرفة المدة لا تُستنتج من كلمة " أتموا"، وعندما تُعلم مدة العهد سيتعلق بها فعل الإتمام والأداء.
أما بخصوص الروايات فالنظر فيها يتأثر بنظرتنا إلى الرواية عموما، فإن كان نظرنا فيها انطلاقا من الإيمان بحاجتنا إليها، وبأنها مقصودة من الشارع ومطلوب منا التحري والتقصي عنها - فإنه يمكن في هذه الحالة التعامل معها بالأدوات الحديثية والأصولية المعروفة من نقد السند والمتن والترجيح عند التعارض، أما إن كنا نؤمن أنها غير ضرورية لفهم ديننا أو ربما قد تكون مشوِّهة له فإن أي تعارض فيها سيكون مطعنا وسببا يدفعنا لتركها.
فإن كان القرآن كافيا في التشريع فما ألجأنا لإهدار جهودنا في تنقية مئات الألوف من الروايات!، ولكن الإشكال المطروح في هذا الخصوص أن في القرآن آيات تطلب بطاعة الرسول -صلى الله عليه وسلم-، ونجد أن أصحاب هذه الروايات يدَّعون نسبتها إلى النبي، فهل نحن مطالبون بالتحقق من صحة تلك النسبة لامتثال أمر الله بطاعة رسوله.
والأمر الآخر أن المولى عز وجل ترك أوامر من ركائز الدين مجملة دون تفصيل كالصلاة والزكاة، وكأن في ذلك إشارة إلى أن هنالك مسلكا آخر ستأتينا عبره تلك التفصيلات والتي هي ضرورية لتطبيق الوحي.
إن الفصل في هذه الركائز سيحدد لنا طريقة التعامل مع الروايات تمحيصا أو إدبارا عنها مطلقا.
بالتوفيق.
وعيد مبارك وكل عام وأنتم بخير.
أخي الكريم مقالي بأنه لا يمكن استفادة شيء بخصوص الوقت من كلمة الإتمام، لأن الإتمام متعلق بمدة معينة وتلك المدة تثبت بقرينة أخرى، فحتى لو قال الله تعالى صوموا إلى الليل لأدت نفس معنى أتموا بخصوص الالتزام بالوقت، لكن الإتمام فيه مزيد من الأمر بالفعل على وجه التمام، فلو فهمت من " إلى الليل" منتصف الليل مثلا كان الإتمام مطلوبا إلى منتصف الليل، ولو فهمت منه الغروب كان الإتمام مطلوبا إلى الغروب، لهذا وجب علينا تحليل قوله تعالى " إلى الليل" تحليلا لغويا وتحليلا سياقيا في القرآن لمعرفة المعنى المنتقى لكلمة الليل مع استحضار ما تفيده "إلى"، ثم الوصول إلى الوقت المقصود وبعد ذلك ستتعلق به كلمة الإتمام، ونفس الأمر بالنسبة للآية التي تفضلتم بإيرادها، فمعرفة المدة لا تُستنتج من كلمة " أتموا"، وعندما تُعلم مدة العهد سيتعلق بها فعل الإتمام والأداء.
أما بخصوص الروايات فالنظر فيها يتأثر بنظرتنا إلى الرواية عموما، فإن كان نظرنا فيها انطلاقا من الإيمان بحاجتنا إليها، وبأنها مقصودة من الشارع ومطلوب منا التحري والتقصي عنها - فإنه يمكن في هذه الحالة التعامل معها بالأدوات الحديثية والأصولية المعروفة من نقد السند والمتن والترجيح عند التعارض، أما إن كنا نؤمن أنها غير ضرورية لفهم ديننا أو ربما قد تكون مشوِّهة له فإن أي تعارض فيها سيكون مطعنا وسببا يدفعنا لتركها.
فإن كان القرآن كافيا في التشريع فما ألجأنا لإهدار جهودنا في تنقية مئات الألوف من الروايات!، ولكن الإشكال المطروح في هذا الخصوص أن في القرآن آيات تطلب بطاعة الرسول -صلى الله عليه وسلم-، ونجد أن أصحاب هذه الروايات يدَّعون نسبتها إلى النبي، فهل نحن مطالبون بالتحقق من صحة تلك النسبة لامتثال أمر الله بطاعة رسوله.
والأمر الآخر أن المولى عز وجل ترك أوامر من ركائز الدين مجملة دون تفصيل كالصلاة والزكاة، وكأن في ذلك إشارة إلى أن هنالك مسلكا آخر ستأتينا عبره تلك التفصيلات والتي هي ضرورية لتطبيق الوحي.
إن الفصل في هذه الركائز سيحدد لنا طريقة التعامل مع الروايات تمحيصا أو إدبارا عنها مطلقا.
بالتوفيق.
أبونصر- مشرف
- عدد المساهمات : 101
تاريخ التسجيل : 30/08/2009
رد: بداية الصوم تكون بالتفريق بين الخيط الأبيض من الخيط الأسود، ونهايته يجب أن تكون كذلك.
عزمت بسم الله،
عيد مبارك سعيد، والعاقبة ليوم الفوز العظيم يوم الدين،
ـ أخي الفاضل أبو نصر، الظاهر أنكم فهمتم غرضي من كتابة هذا المقال، وإثارة هذا الإشكال، وقد أشرتم إلى ذلك في ردكم ما قبل الأخير، فلكم جزيل الشكر على ذلك، وأنا لا أختلف معكم في ما تفضلتم وقلتم: لأن الإتمام متعلق بمدة معينة وتلك المدة تثبت بقرينة أخرى،.أهـ
القرينة في هذا في نظري هو في تمام غروب الشمس لا قبل ذلك ولا بعده. حتى متن الرواية: ( إذا أقبل الليل...وأدبر النهار...) أقول حتى متن هذه الرواية موافق للآية، فلا يمكن الإفطار إلا إذا أقبل الليل وأدبر النهار، وإدبار النهار في نظري هو تمام غروب الشمس.
ـ بالنسبة للروايات قلتم: فإن كان القرآن كافيا في التشريع فما ألجأنا لإهدار جهودنا في تنقية مئات الألوف من الروايات!،. أهـ
يقول المولى تعالى متعجبا: أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ(51). العنكبوت. فحسب الكم الهائل من الروايات المنسوبة إلى الرسول عليه السلام، لم يكف الناس القرآن الذي فيه الرحمة والذكرى لقوم يؤمنون!!! فجاء البخاري ومن قبله ومن بعده ليبينوا للناس ما نزّل إليهم، ويشرعوا في دين الله تعالى الذي لم يتقول فيه رسول الله عليه السلام شيئا من عنده، بل بلّغ ما أنزل إليه من ربه، وشهد على ذلك الخالق والملائكة وكفى بذلك شهيدا، (لَكِنْ اللَّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنزَلَ إِلَيْكَ أَنزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلَائِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا)(166) النساء. ولأن المولى تعالى يقول: فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ(38)وَمَا لَا تُبْصِرُونَ(39)إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ(40)وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلًا مَا تُؤْمِنُونَ(41)وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ(42)تَنزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ(43)وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ(44)لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ(45)ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ(46)فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ(47) وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِلْمُتَّقِينَ(48)وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنْكُمْ مُكَذِّبِينَ(49)وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكَافِرِينَ(50)وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ(51)فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ(52). الحاقة.
فلا يمكن لرسول الله عليه الصلاة والسلام بعد هذا التحذير والإنذار من ربه أن يتقول عليه، فيزيد أو ينقص شيئا في دين الله تعالى، لأنه لو فعل لقضى الله فيه أمره.
معذرة على هذا الرد على عجالة وسوف أعود إلى ما تفضلتم به عن الرواية لنناقش مدى حاجتنا إليها، وهل فعلا هي مبينة لما أنزل الله، أم هي في بعض الأحيان مخالفة لكتاب الله تعالى. كل ذلك سوف نتحدث فيه إذا لم يكن لديكم مانع، أما إذا كنتم غير مستعدين للخوض فيها فأرجو إشعاري حتى لا أضيع من وقتكم و وقتي الثمين.
والسلام عليكم.
عيد مبارك سعيد، والعاقبة ليوم الفوز العظيم يوم الدين،
ـ أخي الفاضل أبو نصر، الظاهر أنكم فهمتم غرضي من كتابة هذا المقال، وإثارة هذا الإشكال، وقد أشرتم إلى ذلك في ردكم ما قبل الأخير، فلكم جزيل الشكر على ذلك، وأنا لا أختلف معكم في ما تفضلتم وقلتم: لأن الإتمام متعلق بمدة معينة وتلك المدة تثبت بقرينة أخرى،.أهـ
القرينة في هذا في نظري هو في تمام غروب الشمس لا قبل ذلك ولا بعده. حتى متن الرواية: ( إذا أقبل الليل...وأدبر النهار...) أقول حتى متن هذه الرواية موافق للآية، فلا يمكن الإفطار إلا إذا أقبل الليل وأدبر النهار، وإدبار النهار في نظري هو تمام غروب الشمس.
ـ بالنسبة للروايات قلتم: فإن كان القرآن كافيا في التشريع فما ألجأنا لإهدار جهودنا في تنقية مئات الألوف من الروايات!،. أهـ
يقول المولى تعالى متعجبا: أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ(51). العنكبوت. فحسب الكم الهائل من الروايات المنسوبة إلى الرسول عليه السلام، لم يكف الناس القرآن الذي فيه الرحمة والذكرى لقوم يؤمنون!!! فجاء البخاري ومن قبله ومن بعده ليبينوا للناس ما نزّل إليهم، ويشرعوا في دين الله تعالى الذي لم يتقول فيه رسول الله عليه السلام شيئا من عنده، بل بلّغ ما أنزل إليه من ربه، وشهد على ذلك الخالق والملائكة وكفى بذلك شهيدا، (لَكِنْ اللَّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنزَلَ إِلَيْكَ أَنزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلَائِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا)(166) النساء. ولأن المولى تعالى يقول: فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ(38)وَمَا لَا تُبْصِرُونَ(39)إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ(40)وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلًا مَا تُؤْمِنُونَ(41)وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ(42)تَنزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ(43)وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ(44)لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ(45)ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ(46)فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ(47) وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِلْمُتَّقِينَ(48)وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنْكُمْ مُكَذِّبِينَ(49)وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكَافِرِينَ(50)وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ(51)فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ(52). الحاقة.
فلا يمكن لرسول الله عليه الصلاة والسلام بعد هذا التحذير والإنذار من ربه أن يتقول عليه، فيزيد أو ينقص شيئا في دين الله تعالى، لأنه لو فعل لقضى الله فيه أمره.
معذرة على هذا الرد على عجالة وسوف أعود إلى ما تفضلتم به عن الرواية لنناقش مدى حاجتنا إليها، وهل فعلا هي مبينة لما أنزل الله، أم هي في بعض الأحيان مخالفة لكتاب الله تعالى. كل ذلك سوف نتحدث فيه إذا لم يكن لديكم مانع، أما إذا كنتم غير مستعدين للخوض فيها فأرجو إشعاري حتى لا أضيع من وقتكم و وقتي الثمين.
والسلام عليكم.
عدل سابقا من قبل daddi في الجمعة سبتمبر 25, 2009 1:44 pm عدل 1 مرات
رد: بداية الصوم تكون بالتفريق بين الخيط الأبيض من الخيط الأسود، ونهايته يجب أن تكون كذلك.
الأخ دادي
سلام الله عليكم
خلاصة الموضوع المناقش فيه أن
الآية لا تدل دلالة واضحة على بداية وقت الليل، لذا يبقى الموضوع اجتهاديا يحاول العلماء تحديد وقتالبداية بناء على القرائن التي يعتمدون عليها والمنهج الاجتهادي الذي يستندون إليه، فالرأي في هذه المسألة بين راجح ومرجوح والمسألة اجتهادية.
أما عن مناقشة موضوع السنة فكيف يمنع النقاش في هذا الموضوع المحوري أو لا يهتم به؟!، أنا شخصيا أدعو لفتح الموضوع من بابه الواسع والتعهد ببحثه في كل جزئياته تحت شعار: الحق أحق أن يتبع
أرجو التعجيل بفتح موضوع مستقل لبيان علاقة السنة بالكتاب ومدى دورها في فهم النص القرآني الكريم
وجزاكم الله كل خير
سلام الله عليكم
خلاصة الموضوع المناقش فيه أن
الآية لا تدل دلالة واضحة على بداية وقت الليل، لذا يبقى الموضوع اجتهاديا يحاول العلماء تحديد وقتالبداية بناء على القرائن التي يعتمدون عليها والمنهج الاجتهادي الذي يستندون إليه، فالرأي في هذه المسألة بين راجح ومرجوح والمسألة اجتهادية.
أما عن مناقشة موضوع السنة فكيف يمنع النقاش في هذا الموضوع المحوري أو لا يهتم به؟!، أنا شخصيا أدعو لفتح الموضوع من بابه الواسع والتعهد ببحثه في كل جزئياته تحت شعار: الحق أحق أن يتبع
أرجو التعجيل بفتح موضوع مستقل لبيان علاقة السنة بالكتاب ومدى دورها في فهم النص القرآني الكريم
وجزاكم الله كل خير
صالح- مشرف
- عدد المساهمات : 59
تاريخ التسجيل : 30/08/2009
صفحة 1 من اصل 2 • 1, 2
صفحة 1 من اصل 2
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأحد ديسمبر 06, 2009 12:36 am من طرف ياسر
» قُلْ يَاأَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ ...
الجمعة ديسمبر 04, 2009 8:42 am من طرف أبونصر
» صور إخواننا في الصين في عيد الأضحى
الخميس ديسمبر 03, 2009 7:58 am من طرف يحي بن عيسى
» الإمام غالب الهنائي في ذمة الله
الثلاثاء ديسمبر 01, 2009 2:54 am من طرف يحي بن عيسى
» حول الدعوة إلى الله عز وجل
الإثنين نوفمبر 30, 2009 8:50 am من طرف أبو محسن
» مصطفى محمود: المرأة كتاب.. اقرأه بعقلك ولا تنظر لغلافه
الأحد نوفمبر 29, 2009 3:06 pm من طرف يحيى الاطرش
» عيدكم مبارك وكل عام وانتم بخير
الأحد نوفمبر 29, 2009 1:00 am من طرف خالد آل عبدالله
» مــــــــبـــــــــــاراة بريـــــــــــــــــــــئــــــــــــة
الجمعة نوفمبر 27, 2009 11:28 am من طرف أبو محسن
» هل نحن بحاجة إلى مراجعة فكرية لمنظومتنا التراثية؟
الأربعاء نوفمبر 25, 2009 12:44 pm من طرف يحيى الاطرش